مع نهاية فعاليات "خليجي 20"، بدأ المتابعون والنقاد والإعلاميون وكذلك الجماهير الحديث عن النسخة المقبلة للدورة التي ستستضيفها البصرة وعن مدى إمكانية العراق في إنجاحها. ومع أن البحرين وضعت بديلة، وأن قراراً حاسماً لم يصدر بعد في التأكيد على موعد الدورة ومكانها، إلا أن كثيرين من المتفائلين بتخطي العراق لمحنته، ونجاحه في تنظيم الدورة، يرون أنه بات تحت ضغط متواصل لإنجاح النسخة المقبلة بعد التفوق الكبير الذي حققته اليمن في استضافتها ل"خليجي 20" من توفير ستة ملاعب للتدريب بأرضية صناعية، وتوفير طرق سريعة بين الفنادق والملاعب وتأمينها بأكبر عدد من الحراسات، وحراسات مشددة على الفنادق وعلى مداخل ومخارج المدينة، وتشييد ملعب الوحدة في أبين بتصميم الملاعب الأوروبية، وإعادة تأهيل ملعب 22 مايو، إضافة إلى الجماهير الغفيرة التي حضرت كل مباريات الدورة. وذكرت تقارير صدرت أخيراً أن أكثر من نصف مليون مشجع حضروا مباريات "خليجي 20" بينهم نحو 100 ألف امرأة، وهذا عدد كبير جداً إذا ما قورن بالدورات السابقة التي كان الحضور فيها يبدو ملحوظاً فقط خلال مباريات المنتخب المنظم. من جانبهم أطلق العراقيون التحديات، وأكدوا أنهم قادرون بالإمكانات والرغبة والإرادة وكرم شعبهم على إحداث مفاجآت لم يسبق لأي دولة عربية أن قدمت مثلها، ابتداء من مدينة رياضية ستكون معلماً عربياً وآسيوياً تضم ملعباً بسعة 60 ألف متفرج، ستكون مجمعاً رياضياً متكاملاً يقدم خدمات نموذجيه راقية، وكذلك ملاعب فرعية تتسع لأكثر من 10 آلاف متفرج، وملاعب مخصصة للتدريب وأبراج سكنية، وبرج خاص للشخصيات المهمة، وكاميرات مراقبة متواصلة. وحسب ما يؤكده العراقيون، فإن مدينة البصرة الرياضية ستكون جاهزة في مارس 2012، إضافة إلى ربط مطار البصرة والمدن الرياضية. وسيدخل العراقيون بتحد كبير لإرسال رسالة قوية عنوانها الاستقلال والاستقرار الأمني ويوكد العراقيون بأنهم سيقدمون خدمات للمشاركين لم يسبق أن قدمت بأفضل المدن الرياضية العالمية. ويقول رئيس الوفد العراقي إلى "خليجي 20" ناجح حمود "دعونا أمناء الاتحادات الخليجية لزيارة مدينة البصرة، وطلبنا أن يرافقهم مهندسون في مختلف الاختصاصات ليتيقنوا على أرض الواقع من العمل الجاري في المدينة الرياضية في البصرة، وليثقوا أن العراق لن يقبل أن ينظم دورة أقل مستوى من بقية أشقائه الخليجيين، لأن ذلك يسيء له في الدرجة الأولى وليس فقط للدورة". وكان رؤساء اتحادات كرة القدم في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق واليمن قد منحوا العراق مهلة عام يبدأ من الآن للاستعداد من جميع النواحي على أن تقوم لجنة تفتيشية بزيارة البصرة كل 3 أشهر للاطمئنان على الاستعدادات وخاصة النواحي الأمنية. بدورها رحبت وزارة الشباب والرياضة العراقية بقرار رؤساء الاتحادات الخليجية بإقامة "خليجي 21" في البصرة عام 2013 مؤكدة استعدادها للتعاون واستضافة أي لجنة لزيارة المنشآت الرياضية التي يجري العمل فيها استعداداً لاستضافة النسخة المقبلة من الدورة. وأوضحت الوزراة في بيان "تلقت وزارة الشباب والرياضة باهتمام وتقدير كبيرين القرار الذي اتخذه مسؤولو اتحادات الكرة الخليجية خلال اجتماعهم في مدينة عدن باعتماد إقامة بطولة خليجي 21 في مدينة البصرة عام 2013". وأضاف البيان "تؤكد الوزارة ترحيبها باستضافة أي لجنة لزيارة المنشآت الرياضية التي يجري العمل فيها على قدم وساق في مشروع المدينة الرياضية المخصصة لاستضافة البطولة التي رصدت الحكومة العراقية لها أكثر من 500 مليون دولار". وأكد البيان على أن "الحكومة العراقية ستضع كافة إمكاناتها لتأمين ونجاح إقامة هذا الحدث الرياضي الكبير وتأمين سلامة المشاركين بالشكل الذي يبدد كل الهواجس أو المخاوف التي تثار هنا وهناك حول الوضع الأمني خلال إقامة الدورة".