قال موقع «nationalgeographic»، إن الجيش السوفييتي نفّذ خلال الحرب الباردة، برنامج خرائط سرّيا، تمكّن الغرب من الكشف عنه مؤخرا، مضيفا أن الرسام الخرائطي التابع للجيش قام برسم مئات الآلاف من الخرائط، وزودها بالملاحظات التفصيلية للمناطق والبنية التحتية لجميع الأماكن على كوكب الأرض، لافتا إلى أن تلك أحد أعظم محاولات رسم الخرائط في العالم على الإطلاق. وذكر الموقع أن الخرائط التي انتقلت بطبيعة الحال إلى روسيا الاتحادية «وريثة الاتحاد السوفييتي السابق»، تضمنت خرائط لأفغانستان توضح الأوقات، والتي تكون خلالها طرق الجبال خالية من الثلوج، كذلك خرائط للصين شملت ملاحظات بخصوص المناطق النباتية ومواقع آبار المياه الصالحة للشرب. وحسب الموقع، فإن السوفييت رسموا خرائط المدن الأميركية بتفاصيل دقيقة، وشمل ذلك المباني العسكرية التي لا تظهر على الخرائط الأميركية، كما تضمنت الخرائط ملاحظات بخصوص المواد البنائية، وقدرة تحمل الجسور للأوزان، فضلا عن أشياء من المستحيل معرفتها دون وجود ناس على أرضها. أطلس الأحمر أشار الموقع إلى أن معظم ما هو معروف عن هذا المشروع العسكري السوفييتي، تم توضيحه في كتاب جديد يحمل عنوان «The RedAtlas» أو «الأطلس الأحمر»، للكاتب البريطاني جون دافيس، وعالم جغرافيا في جامعة كانتربري كرايست تشيرش، أليكسندر كينت. ونقل الموقع عن الكتاب، أنه بداية من عام 1940، قام السوفييت برسم خرائط العالم ب7 مقاييس، تراوح بين سلسلة من الخرائط التي توضح سطح العالم في 1100 منطقة، إلى مجموعة من خرائط المدن المفصلة بشكل دقيق، مرجحا أنه كان هنالك آلاف المستطلعين ورسامي الخرائط، وربما حتى الجواسيس شاركوا في هذا المشروع. سرية الخرائط أشار الموقع إلى أنه تم الحفاظ على سرية الخرائط، كما تم تقييد استخدامها بشكل حذر لتكون مخصصة للضباط العسكريين، كذلك تم تحريف خرائط الاستخدام العام من الحكومة، خوفا من وصولها إلى أي عدو. وقال دايفس وكينت، إن هذه الخرائط كانت بمثابة ويكبيديا ما قبل التكنولوجيا، مشيرين إلى أن الخرائط التي صنعها الجيش والوكالات الاستخبارية الأميركية والبريطانية خلال فترة الحرب الباردة، ركزت على مناطق معينة ذات مصالح استراتيجية، بينما تحوي الخرائط السوفييتية كثيرا من المعلومات الاستراتيجية أيضا، مثل حالة الطرق والبيوت والشركات في منطقة معينة، فضلا عن شبكات النقل ومحطات الطاقة والمصانع جميعها، بما يشير إلى هوس السوفييت بالبنية التحتية. ووفقا لدافيس وكينت، فإن هذه الخرائط لم تأت وسيلةً للاحتلال والغزو، وإنما هي مصدر مفيد في الاتجاه نحو الاستحواذ على العالم. مصادر مجهولة نقل الموقع عن كتاب «الأطلس الأحمر» أنه لم يعرف سوى القليل جدا عن كيفية قيام السوفييت برسم هذه الخرائط، مشيرا إلى أن خريطة سان دييجو، شهدت إضافة تفاصيل جاءت عبر الأقمار الصناعية، وفي حالات أخرى جاءت التفاصيل بشكل مباشر من مصادربشرية. وحول كشف الغرب عن هذه الخرائط رغم سريتها، أوضح الكتاب أنه بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي السابق أواخر الثمانينات، بدأت تظهر الخرائط في كاتالوجات أصحاب الصفقات العالمية، مثل شركات الاتصالات والنفط، والتي اشترت الخرائط السوفييتية لآسيا الوسطى وإفريقيا وأجزاء أخرى من العالم النامي، فضلا عن جماعات المساعدة والعلماء الذي يعملون في المناطق البعيدة. من معلومات الخرائط - طرق الجبال الخالية من الثلوج - المناطق النباتية والمنازل والشركات - مواقع آبار المياه الصالحة للشرب - المباني العسكرية الأميركية - قدرات الجسور في الولاياتالمتحدة طبيعة الخرائط - رسمت ب7 مقاييس جغرافية - توضح سطح العالم في 1100 منطقة - تضم مجموعة من خرائط المدن المفصلة - شارك فيها آلاف المستطلعين وربما الجواسيس - اعتمد بعضها على الأقمار الصناعية والآخر على البشر