في مساع لتخفيف حدة الأزمة، عقد الحزبان الرئيسيان في إقليم كردستان، في محافظة السليمانية، أمس، اجتماعا موسعا بحضور رئيس الجمهورية فؤاد معصوم باعتباره قياديا في الاتحاد الوطني الكردستاني، ورئيس الإقليم، مسعود بارزاني، وذلك لمنع حصول احتكاك بين قوات البيشمركة وميليشيا الحشد الشعبي في المناطق المتنازع عليها بمحافظة كركوك، إلى جانب بحث العلاقة مع الحكومة المركزية وإجراءاتها ضد الإقليم بعد الاستفتاء. ويأتي اجتماع دوكان بعد يوم من لقاء رئيس ميليشيا فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، بمسؤولين وزعماء سياسيين كرد، من بينهم بارزاني. وأوضح القيادي في حركة تغيير، جمال مصطفى ل «الوطن» أن سليماني أبلغ القادة الكرد بضرورة الانسحاب من المناطق المتنازع عليها، وإقالة محافظ كركوك، نجم الدين كريم، من منصبه، وتأجيل انتخابات الإقليم مع احتفاظ بارزاني بمنصبه لعامين آخرين، إلى جانب تسوية الخلافات الكردية بإعادة نواب ووزراء حركة تغيير إلى برلمان وحكومة الإقليم، وتسليم المعتقلين من عناصر تنظيم داعش للحكومة المركزية. الإصرار على المواصلة أضاف مصطفى «إن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بات يحاول إقناع بارزاني بالتخلي عن الاستفتاء، مع التلويح برفضه انضمام محافظة السليمانية ومدن أخرى تضم قاعدته الجماهيرية إلى الإقليم مستقبلا، فضلا عن الالتحاق بالحكومة الاتحادية، لافتا إلى حدوث انقسام داخل الإقليم حول الاستفتاء، تمثلت في رفض بعض القوى السياسية، الاستجابة لدعوات بغداد بإلغاء نتائج الاستفتاء، وإصرار بارزاني على مواقفه. قلق من التصعيد فيما تحفظت قوى سياسية على دخول سليماني طرفا في الأزمة، شددت حركة تغيير على اعتماد الحوار بين بغداد وأربيل للتوصل إلى حلول ثنائية. وقال ممثل الحركة في البرلمان العراقي مسعود حيدر ل»الوطن» أجرينا اتصالات مع سفارات عربية وأجنبية في العراق لغرض تفعيل الدور الدولي في الأزمة، معربا عن اعتقاده بأن تصعيد المواقف ينذر بمواجهات مسلحة قد تجر البلاد إلى عواقب وخيمة. من جانبه، أكد المستشار في رئاسة الجمهورية عبدالله الفياض ل«الوطن» أن الرئيس معصوم سيدعو إلى اجتماع للرئاسات الثلاث وزعماء القوى السياسية في بغداد خلال الأيام المقبلة، لبحث سبل تجاوز الأزمة واعتماد خارطة طريق، لوضع المناطق المتنازع عليها تحت قيادة مشتركة بإشراف الجيش العراقي.