تحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى اليوم الوطني السابع والثمانين الذي توحدت فيه أرجاء المملكة تحت راية التوحيد. ومنذ ذلك الحين تم إرساء قواعد الدولة، ونظامها الحاكم الذي استطاع عاماً تلو آخر أن يحول التوحد الجغرافي إلى توحد في الاتجاهات والمصير، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية في مصاف الدول الأكثر تقدماً وتطوراً ورقياً، وأصبح مواطنوها ومقيموها ينعمون بكل الأمن والاستقرار والرخاء، مع نقلات تنموية شاملة وملموسة في كافة المجالات الحيوية من تعليم ورعاية صحية، ونتاج فكري، ومعرفي واقتصادي، وغيرها مما يصعب حصره. كما شهدت المملكة تحولاً ملموساً من الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل الوطني إلى زيادة معدلات التحول نحو الاقتصاد المعرفي، والاستثمار في المواطنين وشباب الوطن باعتبارهم مفتاح النجاح، والقوة الإيجابية المؤثرة على مستقبل هذا الوطن، والقادرون على إحداث مزيد من النقلات التنموية القادرة على ترجيح الدور التنافسي للمملكة على كافة الأصعدة العربية والإقليمية والدولية. إن احتفالاتنا بالذكرى العطرة لهذا اليوم ليست على إنجازات تحققت وكفى، بل هي احتفالات بإنجازات قادمة، وتطورات واعدة في كافة المجالات، فإذا شهدت الأوساط الأكاديمية على المستويات العربية والدولية دخول عدد من الجامعات السعودية في مراتب متقدمة بين أفضل الجامعات، وتقدم ترتيب المملكة بصورة كبيرة في مؤشرات التنافسية الدولية على كافة الأصعدة، إلا أن طريقاً طويلاً من الكفاح والمثابرة والعطاء والتخطيط والتنسيق لا يزال علينا أن نمضي به في إطار من الإخلاص والولاء والانتماء. وحتى تكتمل هذه التوجهات وتحقق الآمال المرجوة منها، فقد جاءت رؤية 2030 لتصبح خارطة واضحة لهذا الطريق، والموجه الرئيس للحراك التنموي بالمملكة، إذ اشتملت على كافة الجوانب الممكنة على مستوى الأفراد والمؤسسات، كما أكدت على التنسيق بين الجهات المختلفة، وتكامل الأدوار، وتحديد الأولويات، وتذليل الصعاب، فكانت بمثابة احتفال جديد يضم لقائمة إنجازات المملكة. لم يعد احتفالنا مقصوراً على اليوم الوطني، بل أصبحت المملكة تحتفل مع كل إنجاز جديد، ومع كل لبنة توضع في سبيل نمائها ورخائها، ومع كل تقدم ومرتبة أعلى تحصل عليها على المستوى الدولي، ولا زال الغد يحمل كل الخير. لهذا نحتفل، بمستقبل زاهر وواعد لأبنائنا، ولمؤسساتنا. نحتفل بما نحظى به من أمن وأمان واستقرار. نحتفل بقيادة وطنية واعية رشيدة حكيمة وضعت المواطن أول اهتماماتها، وسعت في تنميته على كافة الأصعدة. سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود-حفظه الله-، صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، لكم منا أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لكل ما تبذلونه من أجل هذا الوطن ومواطنيه، ولكل ما تقدمه أياديكم من بذل ودعم وحرص، ونعاهدكم على الولاء والعطاء والنماء، وأن يكون كل منا في موقعه جنديا يعمل على تطوير عمله، وزيادة إنتاجه، ويضيف مع صباح كل يوم جديد ما يسهم في استكمال مسيرة النماء، في إطار من قيمنا الإسلامية الراسخة، وثقافتنا الوطنية الرصينة. حفظكم الله لنا، ووفقكم لما فيه خير وطننا.