بعد فوزها بولاية رابعة، تحدثت تقارير صحفية أوروبية عن وجود عراقيل شاقة تنتظر حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجديدة، مشيرة إلى وجود بعض المخاوف من أن البلاد تحتاج إلى انتخابات ثانية بعد نتائج الأحد الماضي. وأوضحت صحيفة «Times» البريطانية في تقريرها، أن ميركل اعترفت أول من أمس بأنها تواجه محادثات صعبة مع ثلاثة أحزاب بعد أن سجل حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي أسوأ نتيجة له منذ نهاية الحرب العالمية عام 1949. وأشار التقرير إلى أن الخيار الأقوى أمام ميركل هو السعي وراء ائتلاف ثلاثي، وذلك بعد أن أكد حليفها الحالي الحزب الديموقراطي الاشتراكي أنه سينضم إلى المعارضة بعد أن واجه تراجعا في نتائجه التي حصل فيها على 20.5 % من نسبة الأصوات. إجراءات مرهقة في غضون ذلك، تعهدت ميركل باستخدام ولايتها الرابعة كمستشارة لوضع ما أسمتها «سياسات جيِّدة» لمحاولة استعادة الملايين من الناخبين الذين تحولوا إلى حزب اليمين المتطرف البديل من ألمانيا. وبحسب مراقبين، يوحي هذا الموقف الضعيف لميركل بأنها ستسعى لاستهلاك معظم طاقتها خلال الأشهر المقبلة في محادثات مع الحزب «الديموقراطي الحُر» المؤيد لقطاع الأعمال وحزب الخُضر للمشاركة في حكومة مؤتلفة. انشقاقات اليمين المتطرف على صعيد متصل، أعلنت رئيسة الحزب اليمني المتطرف «البديل من أجل ألمانيا»، فراوكه بيتري، أمس، نيتها الانسحاب من الحزب، وذلك غداة انسحابها من المؤتمر الصحفي الذي عقده الحزب للتعليق على نتائج الانتخابات التشريعية، وإعلانها عدم الانضمام للكتلة البرلمانية للحزب. كما يأتي هذا الإجراء اللافت بعد يومين من تحقيق الحزب نتائج وصفت ب«التاريخية»، خلال الانتخابات التشريعية التي شهدتها ألمانيا الأحد الماضي، وحصد خلالها المركز الثالث ب12.6 من أصوات الناخبين. وبحسب تقارير ألمانية، فإن مثل هذه الخطوات تعكس حالة الانقسام السائدة بين الجناح المتشدد الذي يتزعّمه قائدا الحملة الانتخابية للحزب، ألكسندر غاولاند وإليكس فايدل، من ناحية، والجناح المعتدل بقيادة بيتري.