فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على انتهاكات إيران للاتفاق النووي الذي أبرمته مع قوى دولية قبل عامين منها الصين وروسيا، الذي جاء بهدف منع إيران من تطوير أسلحة نووية، بأنه واحد من أسوأ الصفقات التي اطلع عليها، توقع مراقبون أن يتخذ ترمب قرارات مصيرية بشأن الاتفاق النووي بحلول 15 أكتوبر المقبل، خاصة بعد تلميحه بأنه قد يسحب موافقته على الاتفاق، ووعيده لإيران بالقول «سترون ما سوف أفعله قريبا في أكتوبر». وقال المحلل السياسي خالد الزعتر في حديثه ل«الوطن» إن الرئيس الأميركي بعد أن مضى على توليه منصب الرئاسة فترة تقارب التسعة أشهر، بدا فيها أكثر واقعية في رؤيته لبعض القضايا العالمية، موضحا أن الاتفاق النووي الذي وقعه أوباما كان من أسوأ الصفقات بالنسبة للشرق الأوسط، وليس للولايات المتحدة فحسب، معتبرا إياه بالاتفاق الغامض في كثير من جوانبه، ويعد انتصارا لإيران كونه جاء ليطلق الذراع الإيرانية في المنطقة. التخلي عن الخطاب الشعبوي قال الزعتر «عندما نتحدث عن تعامل الولاياتالمتحدة مع الاتفاق النووي يجب أن نتحدث من جانبين مهمين الأول هو أن ترمب بدأ يتخلى عن الخطاب الشعبوي الذي انتهجه في فترة الانتخابات الرئاسية، بتبني خطاب أكثر مقاربة للواقع، لذلك سيكون له انعكاسات على القرارات الخارجية ولعل من أهمها الاتفاق النووي والذي سيكون ترمب في تعامله مع هذا الملف أقرب للواقع الذي يقول إن الاتفاق النووي اتفاق سداسي وليس اتفاق ثنائي بين واشنطنوطهران، حتى تتخلى الولاياتالمتحدة عن هذا الاتفاق أو تسعى للانسحاب منه». وبين أن الإستراتيجية الأميركية التي تبنتها واشنطن منذ العام 2009 كانت بالاستدارة نحو شرق آسيا لمواجهة القوة الصينية الصاعدة والتي بدا واضحا اهتمام واشنطن بشرق آسيا في عهد ترمب، من خلال ملف كوريا الشمالية، مؤكدا بأن الاتفاق النووي يأتي في صلب الإستراتيجية الأميركية للاستدارة نحو شرق آسيا. السياسة القديمة توقع الزعتر بأن واشنطن التي تستعد لمواجهة القوة الصينية الصاعدة ليست على استعداد للتخلي عن الاتفاق النووي، وفتح جبهة قديمة وإعادة حالة الشد والجذب مع الإيرانيين كما حدث طوال السنوات الماضية، ورجح أن تواصل واشنطن السير على السياسة القديمة والمعتادة في تعاملها مع إيران من خلال فرض المزيد من العقوبات. وكان الرئيس الأميركي قد أمر في أبريل الماضي، بمراجعة قرار تعليق العقوبات على إيران بعد توقيع الاتفاق، وبحث ما إذا كان يخدم المصالح القومية الأميركية. وأضاف وقتها «لن نصمت إزاء ما يفعلونه مع بلادنا، لقد انتهكوا الكثير من العناصر المختلفة وانتهكوا أيضا روح هذا الاتفاق». يذكر أن وزارة الخزانة الأميركية كانت قد فرضت قبل أيام، عقوبات على 11 شخصا وكيانا، متهمين بدعم هجمات إيرانية عبر الإنترنت وغيرها من الأعمال العدوانية. وتجمد هذه الخطوة أي أصول لهم في الولاياتالمتحدة وتحظر على الأميركيين التعامل معهم. من جهته أوضح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أن إيران تخالف التوقعات من خلال تحركاتها لدعم نظام الأسد في سورية وممارسة أنشطة خبيثة في المنطقة من بينها أنشطة إلكترونية وتطوير صواريخ باليستية. وأضاف «علينا أن ننظر إلى أنشطة إيران إجمالا ولا نترك رأينا لينحصر في الاتفاق النووي وحده». أسباب الترقب الدولي * ممارسة إيران أنشطة خبيثة في المنطقة * دعم نظام بشار الأسد في سورية * أنشطة طهران النووية وتطوير الصواريخ الباليستية * تهديدات ترمب المتكررة بمعاقبة إيران * العمل على تحجيم إيران بعد استدارة أميركا نحو شرق آسيا