أوضح أستاذ أمن المعلومات والجرائم بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور فهد الحربي أن مواقع الإنترنت أسهمت في السنوات العشر الأخيرة في اللعب بدور خطير وهو نشر الأفكار المتشددة، وتلجأ الجماعات الاستخباراتية الإرهابية إلى طرق بديلة مثل الويب الخفي المظلم (Dark web) والتي تسهل عليهم بث أفكارهم وسمومهم في بيئة إلكترونية يصعب مراقبتها. محاربة المحتوى المضلل بين الحربي في تصريح إلى «الوطن»، أنه وعلى الرغم من الازدهار والتقدم التقني الكبير للعديد من الدول إلا أن خططها وجهودها في محاربة المحتوى الإلكتروني المضلل محدودة، ولم تتحقق حتى الآن النجاحات المطلوبة، وذلك نظرا لقيام الجماعات الإرهابية باستخدام طرق بديلة، ولوحظ أن هذه المحتويات المتطرفة والشاذة تعود مجددا بعد إزالتها مباشرة. وأضاف أن مراقبة كل المحتويات المنشورة على شبكة الإنترنت أمر صعب كاستخدام الويب الخفي المظلم، حيث يتم نشر هذه المحتويات دون فهرستها أو حفظها من خلال محركات البحث الرئيسية جوجل أو غيرها، وتستبدل بطرق تصفح واستعراض مختلفة عن الشائع استخدامه في المتصفحات الإنترنتية المعروفة، إضافة إلى استخدامهم لبروتوكولات غير معروفة وملفات غير قابلة للفهرسة، ويلجأ الكثير من المستخدمين إلى أدوات مثل VPN لتجاوز الحجب الحكومي لعدد من المواقع المشبوهة واستخدام تطبيقات مثل TweetDeck وغيرها لنشر تغريداتهم أو مشاركاتهم. توعية فئات المجتمع حذر الحربي من دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر التطرف والإرهاب، مشددا على أهمية الإبلاغ عنهم، مبينا أن أفضل وسيلة لمحاربة الإرهاب الإلكتروني هو نشر التوجهات المضادة للإرهاب والتطرف على المواقع المختلفة، وتكرار التوعية بين كافة فئات المجتمع، مشيرا إلى تعمد الجماعات الإرهابية في ترويج وبث الأفكار وتشكيلها بما يلائم وفق قناعتها الخاطئة، ومنها إصدارها للفتاوى الدينية المتشددة والتي تخلو من الصحة. وأضاف أن عددا من شركات التقنية قامت بتطوير أنظمة جديدة قادرة على تنفيذ تحليل لكافة البيانات والمحتويات على الإنترنت، ونفذت مسحا شاملا للكشف عن كافة أشكال الإرهاب الإلكتروني، ومن هذه الأنظمة ما يقوم بتحليل البيانات والمعلومات المنشورة على شبكة الإنترنت، ويتم بعد تحليل المحتوى تحديد كل ما يحمل في طياته أي علامات إرهابية أو متطرفة، وأسهمت هذه التطويرات في إفشال عمليات إرهابية بمرحلة استباقية والوصول للعناصر الإرهابية قبل تحقيقها لأهدافها الدنيئة.