رغم التقدم التكنولوجي الذي وصلت إليه الحكومات حول العالم، فإن مساعيها الحثيثة لإزالة المحتويات التي تدعو أو تروج للإرهاب على شبكة الإنترنت لم تحقق أي نجاح، نظرا للطرق البديلة، والتي يلجأ إليها أصحاب هذه المحتويات للإفلات من الرقابة. وفي تقرير جديد لمؤسسة "كواليام"، وهي مؤسسة بحثية لمكافحة الإرهاب، عن جهود السلطات البريطانية لمحاربة التشدد على الإنترنت، قال خبراء إن المواد الداعية إلى الإرهاب أو إلى الأفكار المتشددة تعود للظهور على الشبكة العنكبوتية فور قيام السلطات بإزالتها. وأشار إلى أنه أصبح من الصعب جدا مراقبة المحتويات المنشورة على الإنترنت بسبب الطرق البديلة التي يلجأ إليها مروجو هذه الأفكار، منها تقنية "الويب الخفي" (Deep Web) أو الشبكة المعتمة (Dark Net) التي تمكنهم من نشر مواد أو صفحات ديناميكية دون أن يتم تعقبها بسهولة ومن خلال هذه التقنيات يمكن نشر مواد دون أن تتم أرشفتها أو فهرستها على محركات البحث المعروفة مثل غوغل أو ياهو أو بنغ، بحيث أنها لا تحتوي على عناوين الإنترنت المعروفة مثل (www) أو (com.) وللوصول إليها لا بد من استخدام متصفحات معينة غير تلك المتداولة لدى عموم مستخدمي الإنترنت. كما تشمل هذه الطرق أيضا إنشاء صفحات لا توجد لها روابط في صفحات أخرى وارتباطات بالشبكة عبر بروتوكولات غير شائعة، إضافة إلى استخدام ملفات غير نصية، مثل ملفات الفيديو والصور غير القابلة للفهرسة. وأشار البحث إلى أن وحدة مكافحة الإرهاب على الإنترنت في بريطانيا أزالت 65 ألف محتوى من الإنترنت كان يدعو إلى الإرهاب، منها 46 ألف منذ ديسمبر الماضي، لافتا إلى أن 70 بالمائة من هذه الموضوعات كانت تدور حول الأحداث في سوريا والعراق. كما تطرق التقرير إلى الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك في الترويج للإرهاب، إذ يقوم "مروجو الإرهاب" بالتعبير عن أفكارهم عبر وسائل التواصل دون أن يتم إبلاغ السلطات عنهم. وأشارت الدراسة إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في خدمة التنظيمات المتشددة، مشيرة إلى الانتقادات الشديدة التي تعرض لها فيسبوك كونه لم يبلغ السلطات البريطانية باحتمال قيام أحد الأشخاص بقتل جندي بريطاني. وكان فيسبوك أغلق الصفحة الخاصة بمايكل أديبويل الذي أقدم على قتل جندي بريطاني، بعد أن نشر على صفحته في الموقع رغبته في "قتل جندي بطريقة وحشية" قبل 5 أشهر من إقدامه على ذلك بالفعل في حادثة وولويتش الشهيرة، دون أن يبلغ الموقع السلطات بهذه الخطوة. واعتبر التقرير أن أفضل طريقة لمحاربة الإرهاب على الإنترنت تكمن في نشر الأفكار المضادة للإرهاب على المواقع المختلفة ونشر التوعية في المدارس والجامعات والسجون بمخاطر التشدد. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الإرهاب الإلكتروني والشبكة العنكبوتية