اعتدت عناصر حوثية أمس على المحامي الخاص للمخلوع علي عبد الله صالح، محمد المسوري، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من توقيع اتفاق هدنة، بين طرفي الإنقلاب. وكان مصدر مقرب من المخلوع كشف أن اتفاق التهدئة غير موثوق بين طرفي الانقلاب «الحوثي وصالح»، مبينا أن المخلوع يدرك جيدا أن الحوثيين يتأهبون للانقضاض عليه، وأن اعتداءات السبت الماضي سبقتها اعتداءات سابقة، فضلا عن محاولات الاغتيال المتعددة. وأوضح المصدر أن خروج صالح إلى ميدان السبعين كان محطة أخرى من المحاولات لاغتياله، حيث شهدت اللحظات الأخيرة قبل إلقاء كلمته في السبعين، تحركات حوثية مشبوهة، ما استدعى وجود زجاج عازل للرصاص، لأن الحوثيين كانوا يريدون هدر دمه من بعيد دون تحديد من قتله. يذكر أن صنعاء شهدت أول من أمس اتفاقا بين طرفي الانقلاب، إلا أن البعض شكك في مصداقيته ووصفوه بالتكتيك المخادع. الثأر لدم حسين الحوثي أكد مصدر من داخل جماعة الحوثي في تصريحات إلى «الوطن» أن الحوثيين سيقتلون المخلوع صالح عاجلا أم آجلا، سواء حدثت هناك تهدئة أو حتى صلح أو أي أمر آخر، وقال «لن يذهب دم حسين الحوثي هدرا، سنقتل صالح لو كان خارج اليمن، فهذا الأمر لا بد أن يكون في عقله وإدراكه، ولا بد أن يعلم المؤتمريون أنهم لن يقفوا أمام أخذ الثار من المخلوع، وهذا الأمر محل إجماع حوثي لارجعة فيه». أوضاع سيئة قال نجل أحد أكبر مشايخ اليمن إلى «الوطن» إن الأوضاع سيئة ووصلت «الحلقوم» بين الطرفين، وليس هناك ثقة بينهما، وأن مسألة انقضاض طرف على آخر تنتظر الوقت المناسب فقط، مبينا أن صالح بحاجة لوقفة الناس معه وتشجيعه، خاصة وأن الحوثيين أكثر وجودا منه حاليا، مضيفا أنه رغم وقوف القبائل إلى جانب صالح إلا أنه بحاجة لدعم خارجي. وأوضح أن الفرصة مواتية الآن للتحالف ولديه في مأرب أكثر من 15 ألف مقاتل، ولو تم وضع 3 آلاف في صرواح، وألفان في نهم لتم تحرير صنعاء، مشيرا إلى أن الصلح الأخير تم من حيث تغيير مواقع نقاط التفتيش من موقع لآخر فقط، ولا تزال المجاميع الحوثية موجودة لم تغادر وفي ذلك تهديد متواصل لصالح. صلح كاذب أشار الشيخ القبلي إلى أن إعلان الصلح الأخير، مجرد كذبة أو «مناورة» تضاف لباقي الاتفاقيات المنقوضة سابقا، وقال «إن المهزلة الحالية تكمن في أن مجرمين ومهربين وعصابة إجرام من الحوثيين هي من تتحكم الآن في الساحة»، موضحا أن الحوثي يفتعل هذه التهدئة لاستغلالها في تقوية موقفه، مشيرا إلى أن الوقت الحالي ليس وقت اجتماعات للمشايخ ومشاورات، بل وقت حمل السلاح والمواجهة المباشرة. ولفت إلى أن النكف القبلي ضائع حاليا بين الأحزاب والإخوان المسلمين وحاليا الحوثيين، مؤكدا أن هناك اتصالات من موالين لصالح من المتواجدين بالخارج مباشرة معه، ورد شيوخ القبائل عليهم بأنهم جاهزون إذا صدقوا مع أنفسهم. وقال «نحن بصراحة بحاجة لموقف من الشرعية»، معبرا عن مخاوفه من نجاح مخطط الحوثيين بأن يكون مصير صالح مثل مصير صدام حسين، ولافتا إلى أنه في حال وقوع ذلك فإن الفتنة ستكون أكبر. كبش يوم العيد قال المحلل السياسي علي البخيتي إن هناك محاولات للإصلاح غير أن الثقة معدومة وأي تهدئة هي مؤقتة، كون المؤتمر حزبا وطنيا ليبراليا، بينما الحوثيين جماعة طائفية ومن الصعب التعايش معها، كما أن الحوثيين لا يقبلون بشريك أو أن يراجعهم أحد في مناطق سيطرتهم ولذا فالمواجهة حتمية. وأضاف إن تغريدة محمد الحوثي حيال ذبح كبش يوم العيد والتي لم تنشر في حسابه الرسمي، أرسلها للصحفيين لنشرها، وقام بتوزيعها من أجل إحداث رعب للمخلوع، الذي يعتبره الحوثيون أكبر عدو لهم لأنه قتل حسين الحوثي، ومن ثم فإن جماعة الحوثي لن تقبل بوجود قوة داخل صنعاء. ولفت البخيتي إلى أن صالح يدرك أن الحوثيين أعداء له، ولذا لو تم فتح قناة تواصل معه وعمل تسويات لوجد الحل نهائيا، مشيرا إلى أن صالح يقود المواجهة ولن يتخلى عن المشهد في أي لحظة، وسيبقى موجودا حتى الموت، فيما ينتظر الحوثيون الفرصة للتخلص من صالح بأقل الأضرار، كون الصراع يتعلق بالثأر وليس من أجل مصلحة اليمن. مجرد تكتيك قال القيادي المؤتمري ياسر يماني إلى «الوطن» إن ما حدث مجرد تكتيك من قبل مليشيات الحوثي التي نقضت كل اتفاقياتها ومواثيقها من دماج إلى صنعاء إلى عدن، مبينا أن القيادة المؤتمرية تعي ذلك، ولا يوجد حل إلا بدخول الجيش الوطني إلى صعدة. وأكد أن الاتفاقية الأخيرة تستهدف من جانب الحوثي إعادة ترتيب الميليشيات ومواقع القناصة في صنعاء لإسقاط المؤتمر. وشدد يماني على ثقته بالقيادة السعودية خاصة وأنها المنفذ الوحيد اليمن عامة وصنعاء خاصة، وقال «لا مفر من أشقائنا في السعودية لإعادة مكانة اليمن والسياسية والتاريخية». حشد الأتباع قال البخيتي إن الأمور متوترة بين طرفي الانقلاب، وكل طرف يحشد أتباعه سواء داخل صنعاء أو في المحيط القبلي خارج صنعاء، وهناك تهدئة ظاهرية غير أن القلوب ما زالت محتقنة، مؤكدا على انعدام الثقة السائد بين الطرفين، لاسيما وأن كل طرف يعد للمعركة القادمة التي قد تكون خارج صنعاء. وأضاف أن المخلوع صالح عندما يمتدح إيران أو حزب الله هو من باب المناكفات للسعودية، ويريد إيصال رسائل إلى أنه سيعمل تحالفات مع تلك الجهات إذا لم تقبلوا بنا، والحقيقة أن المؤتمر ليس راغبا في إيران ولا حزب الله. أسباب انعدام الثقة مبررات المخلوع * إدراكه أن الحوثيين يتأهبون للانقضاض عليه * محاولات الاغتيال المتعددة التي تعرض لها * معرفته بأن الحوثيين يريدون السيطرة على اليمن الميليشيات * رغبتهم في الثأر لدم حسين الحوثي * معرفتهم السابقة بخداع المخلوع * تبعيتهم لمخطط إيران في المنطقة *