أكد وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية نبيل عبدالحفيظ في تصريح إلى «الوطن»، أن المجازر والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بحق المدنيين في محافظة تعز جنوب غربي البلاد ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، مؤكدا أن الميليشيات تكشف كل يوم عن فضائع سياساتها من خلال ممارساتها الإجرامية. وأوضح عبدالحفيظ، أن الميليشيات تريد الانتقام من محافظة تعز لرفضها المشروع الانقلابي، بحيث تكثف من انتهاكاتها ضد المدنيين كلما منيت بالهزائم المتلاحقة من قبل الجيش الوطني وقوات التحالف العربي. وأشار عبدالحفيظ إلى أن الوزارة على تواصل دائم مع كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية من أجل تفعيل عمليات الإغاثة بمختلف مجالاتها وإيصالها رغم العراقيل التي يضعها الانقلابيون، إضافة إلى تقارير الرصد والتوثيق لجرائم الميليشيات التي تمدها الوزارة للمنظمات الدولية في إطار التزامات الوزارة تجاه حقوق الإنسان في اليمن، معتبرا أن جرائم الميليشيات لا يمكن أن تسقط بالتقادم. انتهاكات المدنيين كشف تقرير أصدره مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، حول الوضع الإنساني في المحافظة المنكوبة والانتهاكات التي طالت المدنيين فيها خلال النصف الأول من العام الحالي، عن جرائم واسعة طالت الأطفال والنساء ومنازل المواطنين ومزارعهم وأملاكهم، إضافة إلى عمليات الاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري وتهجير آلاف العائلات. ووثق التقرير مقتل 686 مدنياً، بينهم 547 رجلاً، و82 طفلاً، و25 امرأة، سقط منهم 550 مدنياً جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية الذي تقوم به الميليشيات الانقلابية، فيما قتل 72 مدنياً 6 منهم برصاص راجع، و66 برصاص مجهولين، تفيد جهات مسؤولة أنهم خلايا سرية تتبع الميليشيات. كما وثق التقرير مقتل 22 مدنياً بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات في الطرقات والمزارع، مشيرا إلى أن وحدة الرصد والمتابعة وثقت إصابة 1750 مدنياً بينهم 1564 رجلاً، و82 طفلاً و25 امرأة، منهن 8 نساء أصبحن معوقات نتيجة فقدهن لأجزاء من أطرافهن في مايو الماضي، وإصابة 1704 مدنيين جراء القصف العشوائي الممنهج من قبل الميليشيات على المدينة بشكل شبه يومي. خسائر المنشآت ذكر التقرير أن الأسر النازحة التي تعرضت للتهجير القسري في مناطق المواجهات بتعز، لجأت إلى المدارس أو إلى أسر مضيفة داخل المحافظة ومحافظات أخرى مجاورة، مشيرا إلى أن الكثير من هذه الأسر لم تسنح لها الفرصة لأخذ ما يلزم من أمتعتها وممتلكاتها الشخصية، منوها إلى أن 14 مجزرة ارتكبتها الميليشيات الانقلابية سقط خلالها 29 مدنيا بينهم 6 أطفال وامرأتان ومصوران صحفيان، وإصابة 46 مدنيا بينهم 10 أطفال و11 امرأة ومصوران صحفيان. وسجل التقرير تضرر 168 منشأة عامة وخاصة بينها 81 منزلا خلال فترة التقرير، مشيرا إلى أن الوضع الصحي في مدينة تعز يعاني تدهوراً ملحوظاً جراء استمرار تدفق مئات المصابين بوباء الكوليرا على مستشفيات المحافظة، بعد أن بلغت إجمالي الوفيات خلال يونيو الماضي فقط 86 حالة، وحالات الإصابة والاشتباه 13635، فيما وصلت حالات الوفاة بسبب الوباء في المدينة إلى 120 حالة معظمها من مديريتي شرعب ومقبنة.