بعض الموظفين لا يعرف من الوظيفة غير أنها إثبات وجود ، يجد الموظف نفسه من خلالها وهو يمارس طبيعته الأخلاقية والتي قد تأتي امتدادا لحالة من العقد النفسية والتي تشم رائحتها من خلال ما يبديه هذا الموظف من تعامل فج وأسلوب غير مسؤول - وكأني بهذا الموظف يقول إن هذه الخدمة غير متاحة للجميع فقط هي لمن يدخل ضمن دائرة اهتمامه - أي منطق هذا حتى هذا الموظف وهو غصة في حلق أي مراجع - فلا يهنأ له بال ما لم يخلق العراقيل التي تجعل منه أكثر أهمية حسب فهمه وقناعته. إنني أناشد بعض الإدارات والتي ابتليت بهذا النمط من الموظفين أن تبادر إلى إبعادهم وتضعهم في أماكن بعيدة عن الجمهور إن لم يكن في إقصائهم عن الإدارة - لأن الإدارة بهذا الدور قدمت خدماتها على أيدي موظفين أكفاء يدركون حقيقة وحجم المسؤولية. لأن أي موظف هو لسان حال إدارته والتصرفات التي تبدو منه سيئها وجيدها هي انعكاس لعمق القرار ومتانة الاختبار - هذه المشاهد والتي تصافح أعيننا في الكثير من الإدارات - تدعو إلى العجب حد الدهشة - بالرغم من معاناة الكثير من المراجعين ممن لا يملك إلا قول (إنا لله وإنا إليه راجعون) و (حسبي الله ونعم الوكيل) .