تجسدت الكثير من حالات الغضب في "خليجي 20" المقامة حالياً في اليمن وعلى مختلف المستويات من أجهزة فنية وإدارية وجماهير ولاعبين، أضفت في بعض الأحيان ملحاً على نكهة الدورة، فيما شكل بعضها صوراً غير لائقة. ويعتبر مدرب المنتخب القطري، الفرنسي برونو ميتسو بطل حالات الغضب في الدورة، فقد سبق وأن استشاط غضبا وألغى المؤتمر الصحفي عقب مباراة قطر واليمن التي انتهت بفوز منتخبه 2/ 1 بعد تلقيه ثلاثة أسئلة فقط خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بقاعة داخل ملعب 22 مايو، وذلك بحجة وجود صوت مزعج من إحدى حافلات نقل المنتخبات كانت واقفة خارج الاستاد، حيث تعلل المدرب بانزعاجه من الصوت مما لا يمكنه من مواصلة المؤتمر الصحفي. كما كرر ميتسو مشهده الغاضب بتذمره من فلاشات المصورين في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل لقاء قطر والسعودية في الجولة الحاسمة المؤهلة للدور نصف النهائي، حيث كان يتحدث بغضب شديد ظهر واضحاً عليه حينما كان يضع يديه على عينيه احتجاجا على فلاشات المصورين قبل أن يسارع في إنهاء المؤتمر الصحفي. وخلف ميتسو يأتي في المرتبة الثانية من حيث إبداء التذمر وإظهار الغضب، مدرب المنتخب العماني الفرنسي لوروا الذي بدأ الدورة بالحديث عن وجود فئران داخل فندق عدن فئة الخمس نجوم وأحد الفنادق التي دائماً ما يسكنها كبار الشخصيات في مدينة عدن، ثم أعقب حادثة الفئران بالاستياء من أرضيات الملاعب التي تقام عليها تمارين ومباريات المنتخب العماني بحجة أن عشبها الصناعي يزيد من حالات الإصابات في وسط اللاعبين قبل أن يعود مجددا ويستشيط غضبا من أحد الإعلاميين العمانيين عندما وجه إليه أسئلة فنية عقب مباراة عمان والإمارات التي انتهت بالتعادل السلبي، حيث كان رد فعله كبيراً وصل بينه وبين الإعلامي إلى الملاسنة. أما مدرب المنتخب البحريني سلمان شريدة فقد بدا هادئاً في البداية بتعاونه مع الحكام عقب طرده خلال مباراة عمان التي انتهت بالتعادل 1/1 ولم يبادر بردود فعل محسوبة أو غير محسوبة، لكنه عاد في اليوم الثاني مبدلاً الحال حينما وجه انتقاداً للدورة في المؤتمر الصحفي الذي سبق لقاء البحرين والعراق بقوله "الدورة نجحت في الأكل والشرب فقط" احتجاجاً على التحكيم. حالات الغضب لم تكن صفات ملازمة للمدربين فقط، فقد امتدت إلى الإداريين أيضا، حيث رفض مندوب قطر محمد مبارك المهندي عدم تكملة أحد اجتماعات اللجنة الفنية للدورة وغادره بعد وقت قصير من بدايته بسبب مشادة كلامية مع أحد أعضاء اللجنة خلال مناقشة موضوع التجنيس في المنتخب القطري، وذلك قبل أن تتم تهدئته وإعادته إلى الاجتماع مجدداً وإقناعه بأن لوائح وأنظمة الفيفا هي التي تنظم هذه القضية. وذات اللجنة التي أعادت المهندي الغاضب، أصدرت قراراً باستبعاد سكرتير لجنة المنتخبات القطرية عبدالرحمن الهاجري نتيجة التقرير الذي رفعه مراقب مباراة قطر واليمن والذي جاء فيه أن الهاجري تهجم على مراقب المباراة العراقي طارق محمد رغم فوز منتخبه 2/ 1. وفي الجانب العراقي كان الغضب موجودا أيضا منذ نزول بعثة المنتخب إلى مدرج مطار عدن الدولي، حيث طالب اللاعبين اتحاد بلدهم بتأمين طائرة خاصة لهم أسوة بباقي المنتخبات، ثم عاد وأبدى عدد كبير منهم تذمره من سوء السكن في أحد فنادق عدن، ليعقب ذلك تقديم احتجاج رسمي من العراق ضد الحكم السعودي عبدالرحمن القحطاني الذي قاد تحكيم مباراتهم أمام الإمارات (صفر/صفر) بحجة أن القحطاني ألغى هدفاً صحيحة للعراق وهو الطلب الذي قوبل بالتجاهل من قبل اللجنة الفنية وأثار غضب العراقيين حسب ما صرح به ل "الوطن" رئيس البعثة ناجح محمود. وكان للسعودية نصيب أيضا من (غضب الدورة) بخروج أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل العبدالهادي عن طوره عقب إعلان المذيع الداخلي لمباراة السعودية وقطر باستاد 22 مايو بعدن، تسجيل المنتخب القطري هدفا في الوقت الذي أمسك فيه الحارس السعودي عساف القرني بالكرة. وكان المذيع نفسه أعلن قبلها أن المنتخب القطري أجرى تغييرا اضطراريا بإخراج اللاعب حسين ياسر نتيجة إصابته بخلع في الكتف وأنه يتمنى له الشفاء العاجل، ما أجبر العبدالهادي بصفته عضوا في اللجنة الفنية، على الذهاب إلى المذيع الداخلي وتذكيره بأنه ليس مطالباً بالتعليق على المباراة. أما الجمهور اليمني (فاكهة الدورة وروحها) فقد جسد معاني الغضب في مواقف كثيرة نتيجة النتائج السلبية والخسائر الثقيلة التي مني بها منتخبه في مبارياته الثلاث بالمجموعة أمام السعودية صفر/4 وأمام قطر 1/ 2 وأخيراً أمام الكويت صفر/3. ومن الطرق التي عبر بها الجمهور اليمني، السخرية من لاعبيهم وتشجيع المنتخبات الخليجية الأخرى التي لعبت ضد منتخبهم أثناء سير المباراة، بجانب توجيهه اتهامات قاسية للقائمين على الاتحاد اليمني لكرة القدم والمدرب واللاعبين.