بينت دراستان استعرضتا في مؤتمر الزهايمر الدولي 2017 أن الوظيفة المعرفية الإدراكية ترتبط بعاملين جغرافيين هما مكان الإقامة الحالية، ومكان الولادة، حيث يؤثر هذين العاملين على صحة الدماغ، وفيما تتحسن صحة المرء عندما ينتقل للعيش في مكان أفضل، حتى وإن لم تتحسن العوامل الاجتماعية الاقتصادية، يستمر تأثير مكان الولادة السلبي حتى بعد انتقال المرء إلى مكان آخر للإقامة. انخفاض الإدراك طبقت كايند وزملاؤها مقياسا لفقر الحي على بيانات مأخوذة من 1479 شخصا التحقوا بدراسة ويسكونسن لمرض الزهايمر، وهي دراسة طويلة الأمد تتتبع المصابين بخلل إدراكي. يخضع المشاركون فيها لتجارب وفحوصات تقيس المؤشرات الحيوية لمرض الزهايمر. وكشفت الدراسة انخفاضا قويا في الوظيفة الإدراكية لدى المشاركين الذين يعيشون في أكثر المستويات الاجتماعية الاقتصادية انخفاضا، مقارنة بالذين يعيشون في مستويات أعلى. تأثير الحي ذكر تقرير نشره موقع medscape أن «الباحثين كشفوا في الدراسة الأولى أن الذين لم يتم تشخيصهم بالإصابة بالخرف أو أي خلل إدراكي، والذين يعيشون في أحياء ويسكونسن التي تتسم بمستويات عالية من الفقر والحرمان كانوا ذوو أسوأ أداء إدراكي من جميع الجوانب، كما كانت لديهم مستويات عالية من بروتينات تاو، وهي علامة بيولوجية لمرض الزهايمر»، مشيرا إلى أن المكان الذي تعيش فيه بالفعل يؤثر على صحة الدماغ. قالت صاحبة الدراسة الرئيسية آيمي كايند الحاصلة على شهادة الدكتوراه من مدرسة الطب والصحة العامة في جامعة ويسكونسن، أن «الحي عامل مؤثر مستقل عن العوامل الاجتماعية الاقتصادية، وكشفت الدراسات الأخرى أن الناس عندما ينتقلون للعيش في مكان أفضل فإن صحتهم تتحسن، حتى وإن لم تتحسن العوامل الاجتماعية الاقتصادية الفردية». وأضافت أن «تأثير الحي السلبي على الصحة الإدراكية قد يكون ناجما عن التعرض للسموم، والمشاكل الأمنية، وعدم المقدرة على اتباع نظام حياة صحية». مكان الولادة أبان التقرير أن «الدراسة الأخرى أجريت على كبار سن يعيشون في كاليفورنيا وهي واحدة من بين 10 ولايات أميركية معروفة بأعلى معدلات وفيات رضع في 1928 بسبب الفقر الشديد، وأوضحت أن الأميركيين من أصول أفريقية كانوا الأكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن أكثر تقدما، مقارنة بالذين لم يولدوا في الولايات ذات المعدلات المرتفعة لوفيات الرضع، ولم يلحظ هذا الرابط بين السكان من ذوي البشرة البيضاء». وذكرت المشاركة في الدراسة رايتشل وايتلمر الحاصلة على شهادة الدكتوراه، وتعمل في قسم الأبحاث بمركز كايزر بيرماننت شمال كاليفورنيا، أن «الدراسة أثبتت أن المكان الذي وُلِدت فيه قد يؤثر على صحة الدماغ في سن متقدم، حتى وإن لم تعد تعش في ذلك المكان، فالفقر ومياه الصرف الصحي والعوامل البيئية التي نمر بها في بداية حياتنا تلعب دورا مهما في صحة الدماغ طوال الحياة». مخاطر الخرف قسم الباحثون في الدراسة الثانية بيانات 6284 شخصا كبيرا في السن يعيشون حاليا شمال كاليفورنيا، وهم مشاركون في خطة مركز كايزر بيرماننت الصحية، 17% منهم ذوو البشرة السوداء، و83% من ذوي البشرة البيضاء وجميعهم ولِدوا بين عامي 1964 و1973. لاحظ الباحثون أن «معدلات وفيات الرضع أكثر ارتفاعا بين ذوي البشرة السوداء 116 حالة وفاة لكل 1000 رضيع حي»، مقارنة بذوي البشرة البيضاء «64 حالة وفاة لكل 1000 رضيع حي». وفيما اكتشف الباحثون أن مكان الولادة لم يكن مرتبطا بالمخاطر العالية للإصابة بالخرف بين المشاركين من ذوي البشرة البيضاء، ولكن مخاطر إصابة المشاركين من ذوي البشرة السوداء الذين وُلِدوا في الولايات ذات معدلات مرتفعة لوفيات الرضع مرتفعة أكثر ب40%، واستمرت هذه النسبة حتى بعد تعديل التعليم والأمراض المتزامنة الأخرى طوال الحياة، ورغم أن جميعهم قد انتقلوا إلى أماكن أخرى. قالت وايتلمر إن «الأميركان من أصول أفريقية الذين لم يولدوا في الولايات ذات معدلات وفيات رضع مرتفعة كانوا معرضين أكثر للإصابة بالخرف ب40%، مقارنة بذوي البشرة البيضاء الذين لم يُولدوا في هذه الولايات، ولكن الأميركان من أصول أفريقية الذين وُلِدوا في واحدة من بين أفقر 10 ولايات كانوا معرضين للإصابة بالخرف أكثر ب86% مقارنة بذوي البشرة البيضاء الذي ولِدوا في هذه الولايات الأشد فقرا.