أوضح تقرير أعده معهد «Brookings» الأميركي للدراسات، أنه بعد عزلة واشنطن بين الدول ال19 المتبقية في قضية التغير المناخي، ساد شعور حينها بأن النظام العالمي الذي أسسته الولاياتالمتحدة أصبح متغيرا، مبينا أنه مع مرور الوقت ستحرر هذه الأنظمة نفسها في المجالات السياسية والاقتصادية، في وقت تعد مسألة التجارة المشتركة والتفاعل بين أعضاء هذه القمة، خطوة مهمة لتقليل الاختلافات الجذرية والتحديات التي تواجه هذه الدول. تفكك العولمة أضاف التقرير «لقد حدثت ذورة التقارب بين هذه الدول عام 2008، مع ترنح العالم بسبب أسوأ أزمة مالية حدثت منذ أواخر الثلاثينات، حيث قامت واشنطن باستضافة أول قمة لقادة مجموعة العشرين، مدركة أن لدى جميع الدول الأعضاء مصلحة مشتركة في تجنب هذه الكارثة الاقتصادية، قبل أن تكون الآمال عالية بتوسيع الصلاحيات لتشمل الأمن العالمي والتحديات الانتقالية». وتطرق التقرير إلى أن العولمة المزدهرة تحولت إلى الركود والاستعانة بالقوى الخارجية في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط كان محط خيبة هذه الآمال، بدءا من حرب العراق وفوضى ما يعرف بالربيع العربي، وتراجع قيادة أميركا للعالم إلى الخلف. أقطاب العالم أكد التقرير أن العالم الآن أصبح ينقسم إلى 3 أجزاء، حيث إن القسم الأول يتركز على فكرة استعادة الأمور كما كانت عليه، وعودة الهيمنة الأميركية واتحاد الدول الأوروبية، لافتا إلى أن هذا القسم يؤيده كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وأضاف التقرير «إن القسم الثاني هم المُحرّفون، الذين يتمنون زوال النظام القديم واستبداله بشيء جديد، حيث ترغب روسيا في أن تعيد تكرار نظام القرن العشرين الماضي والهيمنة على السلطة والنفوذ، فيما تمنى الصينيون سلطة إقليمية أخرى، رغم أنهم على عكس الروس يسهمون في الحفاظ على النظام الاقتصادي العالمي». وأوضح التقرير أن القسم الثالث هم الشعبويون، حيث إن هذه الفئة ترغب في دعم النظام العالمي بجزء بسيط، والتركيز أكثر على المصالح الوطنية الضيقة، لافتا إلى أن هذه الفئة تشعر بالسعادة عندما ترى زوال الاتفاقيات التجارية والأمنية، ولا يطرحون بدائل عنها، مشيرا إلى أن هذا القسم يتصدره الرئيس دونالد ترمب، والسياسيون البريطانيون المؤيدون لخروج بريطانيا، والحكومة التركية والمجتمعات الشرقية الأخرى. زوال التقارب أوضح التقرير أنه منذ انتخاب ترمب في العام الماضي، رأى محللون كُثر أن عصر التقارب بين دول العالم أوشك على الزوال، وأن النظام العالمي الذي أنشأته الولاياتالمتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ يضعف شيئا فشيئا. وخلص التقرير إلى أن بعض الأمور التي تحدثت عنها قمة العشرين الأخيرة حددت معالم الاقتصاد العالمي المستقبلي خلال السنوات الخمس المقبلة، وتجاهلت مسألة خطر كوريا الشمالية، في وقت لا توجد أي نوايا للصين وروسيا في محاربة الولاياتالمتحدة، وإنما ستندلع شرارة التنافس التجاري والسياسي والاقتصادي بين هذه الدول بدلا من الذهاب في أتون حروب مهلكة تمتد لقرون أخرى.