عمرو أبوالعطا إن معنى اسم حواء في اللغة العربية هو «حياة»، وذلك لأنها خلقت من ضلع زوجها آدم -عليه السلام- الذي خلق من تراب، أي أنها خلقت من حياة وليس من تراب، كما أن هناك تفسيرا آخر للاسم المشتق من كلمة الفعل «حوى» أي استوعب، حيث إن حواء كانت سكنا وغطاء لآدم، وهي قادرة على احتوائه واستيعابه، وهي أمّ لكل شيء حي على هذه الأرض، علاوة على ذلك هناك من يفسر هذا الاسم على أنه مشتق من «حية» أي أفعى، وذلك حسب الفلاسفة لأن باعتبارهم أن حواء كانت السبب وراء نزولها وآدم من الجنة. لم يذكر اسم حواء في القرآن ولا مرة، ولكنه يسميها بزوجته بدون ذكر اسمها صراحة. لكن اسمها ذكر في السنة النبوية، فبعد أن خلق الله آدم من غير أم ولا أب، خلق الله حواء من آدم، لتكون سكنا وعونا له في الحياة. مقبرة أمنا حواء أو قبر حواء، هو موقع أثري يقع في وسط مدينة جدة، وبالتحديد في حي العمارية. وسبب التسمية بهذا الاسم يعود إلى اعتقاد المسلمين بأن حواء توفيت ودفنت في ذلك الموقع من مدينة جدة، وهو أيضا أحد مصادر تسمية مدينة «جدة» نسبة إلى كلمة «جَدة» (بمعنى والدة الأب أو الأم). وينسب سكان المدينة التسمية لأم البشر حواء التي يقولون إنها دفنت في هذه المدينة التي نزلت إليها من الجنة، بينما نزل جدنا آدم في الهند والتقيا عند جبل عرفات ودفنت هي في جدة. وهذا أحد الآراء الذي ذكرها ابن كثير في كتابه البداية والنهاية. وقد ذكر بعض المؤرخين أن موضع مقبرة أمنا حواء الحالي كان هيكلا عبدته قضاعة قبل الإسلام، وأقيم القبر مكانه بعد الإسلام، وذكر ابن جبير في القرن السادس الهجري خلال زيارته إلى جدة أنه رأى بها موضعا فيه قبة مشيدة قديمة يذكر أنه كان منزلا لحواء أم البشر.. كما أشار ابن بطوطة إلى وجود القبة خلال رحلته إلى جدة في القرن السابع الهجري. وصف الرحالة التركي (أوليا جلبي) المقبرة قائلا: هناك قبة صغيرة على المكان الذي ترقد فيه أمنا حواء.. مع أن المكان رملي وسط الصحراء إلا أنه بسيط وغير مزين، والقبر مغطى بالحرير الأطلس الأخضر وخارج الضريح وحوله مغطى بالحصى ناحية رأسها الشريفة وكذا ناحية قدميها. وكان الأهالي والحجاج يرتادون الموقع للزيارة والتبرك حتى حوالي منتصف القرن 14ه حين أزيلت عام 1344 قبة القبر.