خالد أبوذراع إن من أهم القوانين والأنظمة التي سُنت لحماية المستهلك في المملكة العربية السعودية هو نظام مكافحة الغش التجاري، لذلك نجد أن وزارة التجارة والصناعة ممثلة في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والغش التجاري، تبذل قصارى جهودها من أجل أن تكشف أساليب المكر والخداع، وما يقوم به بعض الباعة والتجار والصناعيين من أساليب غش وتدليس في المعاملات التجارية العامة والغذائية خاصة! كما أنها تسعى دائما عبر نوافذ إعلامية متعددة أن تُبصر الناس بحقوقهم لكيلا يكونوا لقمة سائغة لطمع التاجر وجشع المستثمر. أعتقد أن خدمة التخفيضات المعلنة أصبحت هوسا فاضحا لدى كثير من المستهلكين المنساقين خلف هذه الدعايات التي توهم بشراء أفضل السلع وأقل الأثمان، لذلك يجب على تلك الأفواج الباحثة خلف هذه التخفيضات التحقق إن كانت تلك البضائع المخفضة قد تم طرحها بتنسيق مباشر من الغرفة التجارية أم لا، وذلك من خلال عرض البضائع المخفضة ووضع صورها وكل تفاصيلها في لافتة في مدخل المحل! إلا أن مضمون الحقيقة في الأسواق المحلية لا توفر تخفيضات فعلية تستحق منا هذا الزخم الإعلامي الذي نشاهده عبر مواقع التواصل، بل إن أغلب المستهلكين مستهدفون في مواقف عديدة من الغش التجاري الذي يحاك من قبل الباعة بطريقة خفية، لاسيما للمواد الغذائية المعلبة والمربوطة بحزمة واحدة حينما تقدم كعرض مخفض، وتكون غالبا في واجهة المحل التجاري، إذ يكون تاريخ الصالحية مدرجا بتاريخ حديث في أول العلبة وقريب الانتهاء في وسط الحزمة ذاتها. كما أن هناك وسائل متعددة يتم فيها التلاعب على المستهلك، وعلى مكافحة الغش التجاري التنبؤ لهذه الأساليب! بحيث يتم تخفيض سلعة معينة على سبيل المثال لا الحصر (مسحوق غسيل) تجد سعره منخفضا جدا، ويعتقد المستهلك أن جميع السلع المعروضة عليها تخفيض إلا أن المدقق يجد غير ذلك. ومن الخدع المستساغة لدى كثير من المستهلكين، عبارة (تخفيضات كبرى) تنشر عبر لافتة كبيرة في الشوارع العامة، أو في بعض مواقع التواصل، مفادها أن هناك تخفيضات كبيرة تصل إلى 80 أو 90% إلا أن المتسوق يفاجأ بأن التخفيضات المعلن عنها لا تشمل سوى أنواع محدودة يندر استعمالها غالبًا. كذلك أتعجب ( كيف يمكن خفض سعر سلعة بنسبة 50% أو أكثر، لو لم تكن هوامش الربح المفروضة تصل إلى نحو 75%، فجميع المعايير الاقتصادية تشير إلى أن أي منتج ليس على استعداد لتسويق السلعة من دون تحقيق أرباح. لكي تتحقق من العروض المعلنة والتخفيضات المطروحة في الأسواق المحلية، يستحسن زيارة محلات تجارية مضاهية لها من حيث بيع المنتجات، ومن ثم تطابق الأسعار المخفضة بغيرها، وسوف يتضح أمامك إن كانت هناك تخفيضات حقيقية أو تسويقية وهمية كما هو معتاد!