قاد سؤال وجّهه إليها أستاذها في الجامعة، المبتعثة إلى جامعة جورج ميسون في ولاية فيرجينيا الأميركية، فرح خالد السفياني، إلى أن تشارك في المنظمات الطلابية، وتترأس النادي السعودي في الجامعة، ليتم اختيارها في النهاية ممثلة للمملكة في مجلس الأممالمتحدة للشباب بمدينة نيويورك. وفرح، إحدى المبتعثات في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وتترأس النادي السعودي في جامعة جورج ميسون، وهي في السنة الأخيرة من مرحلة البكالوريوس في تخصص التكنولوجيا الحيوية، وتحضر حاليا لدراسة الطب البشري في الولاياتالمتحدة. سؤال الأستاذ قالت فرح ل»الوطن»، «كمبتعثة سعودية شاركت في منظمات طلابية داخل الجامعة تضم طلابا من جنسيات مختلفة، وكنت جزءا فعالا فيها، إذ مكّنتني من بناء المهارات القيادية التي أحتاجها. ومن هنا، بدأت رغبتي في رئاسة النادي السعودي بجامعة جورج ميسن في مدينة فير فاكس بولاية فيرجينيا، وكان هدفي من ذلك أن أغيّر الانطباع الخاطئ عن بلدنا، خاصة عن المرأة السعودية، وعزز هذه الرغبة القوية تعرضي لموقف بالجامعة مع أحد أساتذتي في الجامعة، إذ سألني الدكتور عن مدى رغبتي في البقاء في الولاياتالمتحدة بعد التخرج، والحصول على وظيفة في المجال الطبي، لأن الفرص أفضل مما سأواجهه في بلدي، وكانت الفكرة لديه أن البيئة لدينا فيها كثير من الصعوبات، وأن الفصل بين الجنسين قد يعيقني مستقبلا، ولكن جوابي صدمه، فقد أجبت أن الفرص الأفضل في أن أعود إلى السعودية، وأقنعته بأن المملكة الآن بلد متطور فيما يخدم هويتنا كشعب سعودي عربي مسلم، وأن كثيرا من العقبات أصبحت من الماضي، وهذا الموقف جعلني أتأكد أن أي تصرف مني يمكن أن يغيّر فكر شخص ما، وهذا الشخص سيقوم بدوره بنقل الصورة الصحيحة عني وعن بلدي، وهو ما سيسهم في تغيير الصور النمطية الخاطئة». تمثيل المملكة في الأممالمتحدة روت فرح ملابسات اختيارها لتكون ممثلة للمملكة في مجلس الأممالمتحدة للشباب، قائلة: إن «ترشحي لمنصب ممثل المملكة في مجلس الأممالمتحدة للشباب في نيويورك، كان في ربيع عام 2016، فقد كانت لدي طاقة إيجابية كبيرة أود استثمارها في جهود تفيد المجتمع المحيط بي، وكان هدفي أن أجعل كل المناسبات المنظمة من النادي في الجامعة مفتوحة لجميع الطلبة الأجانب، وليست محصورة للسعوديين فقط، وخلال هذا الاندماج في المجتمع الأميركي والعالمي، وخلال الجهود التطوعية والأعمال الخيرية التي قمنا بها، قدمنا صورة جميلة عن ديننا وثقافتنا أكثر من الكلام، ولمسنا هذا مباشرة في مجتمعنا في فيرجينيا». وعبّرت عن سعادتها لاختيارها عنصرا مؤثرا، وكشخصية ساعدت في تغير شيء ولو كان بسيطا، متطلعة إلى النجاح في تمثيل الطالبة السعودية في المجتمع الدولي، لتتمكن من إيصال المعلومة الصحيحة، وهي أن المرأة السعودية تجد الدعم والتشجيع من الدولة والمجتمع، وما برامج الابتعاث الخارجي والفرص التعليمية التي للمرأة الجزء الكبير منها، إلا خير مثال على تمكين السعوديات من الإسهام في تطوير الوطن.
ردم الفجوة أكدت السفياني أنها ستركز في المرحلة المقبلة، على إبراز الأعمال الخيرية المستمرة في كل زمان ومكان، بغض النظر عن الدين، والجنسية، ولون البشرة، والعمل على تغيير الفكر الخاطئ عن المرأة السعودية لدى الغرب، ومحاولة ردم الفجوة بين مجتمعنا وبين الثقافات الأخرى، خلال إيضاح وإبراز ثقافتها وقيمها، وكذلك تشجيع فكرة العمل التطوعي في المجتمع السعودي، خلال تبني ودعم مشاريع تطوعية تفيد المملكة. الدعم المعنوي بيّنت السفياني أن الأهل وأصدقاء الغربة كان لهم الدور الكبير في دعمها ماديا ومعنويا، تقول: «تلقيت كثيرا من الدعم المعنوي الذي كان أكثره يأتي من أهلي، كما كان للدعم المعنوي المستمر الذي أجده طوال السنة من أعضاء النادي السعودي في الجامعة، والملحقية الثقافية بأميركا، بقيادة الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى، وهيئة إدارة المنظمات الطلابية بقيادة الأستاذ فيصل الشمري، دوركبير في تحقيق ما أطمح إليه». وأوضحت أنها واجهت في مسيرتها بعض الصعوبات، تتلخص في الموازنة بين الدراسة والحياة الاجتماعية، والعمل في النادي السعودي، ولكنها تغلبت عليها مع الوقت، مشيرة إلى أنها كانت وفريق العمل يفرّغون أنفسهم كل جمعة لعقد اجتماعاتهم، والتخطيط لكل المناسبات القائمة بمحيط الجامعة.