وسط عقبة شاهقة ترابية تمتد إلى جبال شدا الأعلى في محافظة المخواة بالباحة، انطلقت جولة «الوطن» من وادي مليل صعودا إلى جبال شدا، وخلال دقائق من الانطلاقة بدأت رحلة الصعاب والخوف في عقبة شاهقة طريقها ترابي، وزاد من ذلك، هطول المطر الذي تسبب في انهيارات صخرية وانزلاقات، ومع ذلك استمرت الرحلة في صعود الجبل لتصل إلى أول نقاطها في قرية الهن التي تتربع وسط مسطحات خضراء ويلفها الضباب، وتميزها كهوفها السياحية. الجولة التي استمرت 6 ساعات، رصدت مطالب أهالي 10 قرى يسكنها نحو 5 آلاف نسمة. هاجس الأهالي عن خطورة العقبة، تحدث المسنّ حلسان الغامدي بقوله «ننتظر إدارة الطرق والمواصلات بالمنطقة منذ 37 عاما لسفلتة الطريق الذي لا يتجاوز طوله 10 كلم»، وتابع: «وهو الطريق الوحيد المؤدي إلى مساكن الأهالي». وأضاف المواطن فيصل قادي، أن مطالب الأهالي تتركز في سفلتة العقبة التي أصبحت هاجسا لنا بشكل يومي، وتابع: «وكذلك إيصال خدمات المياه للمنازل بكل القرى وتعزيز شبكة الاتصال التي نطاردها فوق قمم الجبال، وإيصال الخدمات البلدية للقرى». وأوضح المواطن عبدالله الغامدي أن المطالبات بشأن سفلتة الطريق بدأت منذ عام 1400، وتابع: «تم إرسال نحو 30 برقية ومعروضا، لكن دون جدوى»، وقال المواطن عبدالله شمسي: «إن جبال شدا الأعلى والأسفل تعدّ من المواقع السياحية التي غابت عنها هيئة السياحة والآثار، رغم أنه زارتها وفود سياحية أجنبية، مطالبا هيئة السياحة بالعناية بتلك الكهوف والآثار والحفاظ عليها». عقبة خطرة عن الطريق الموصل إلى جبل شدا الأعلى، قال المتحدث الرسمي لطرق الباحة، المهندس مسفر المالكي، «شرعنا في سفلتة الطريق الموصل إلى الجبل، على الرغم من خطورته، ولكن أمام الدعم السخي من حكومتنا الرشيدة، وحرصها على تذليل الصعاب، فقد أصبح هذا الطريق ميسرا وسهلا، وقد نفذ آنذاك الطريق بطول 10 كلم، والذي اعتمد في ميزانية عام 1422/ 1423 ليخدم قرى الصغران، والصور، والكبسة، وتبقى 10 كلم أخرى وهي ضمن أولويات الطرق المطلوب استكمالها في ميزانية الوزارة القادمة»، وتابع: «كما أن الإدارة تقوم بأعمال الصيانة للطريق الترابي بشكل دائم ومستمر، وذلك لتسهيل الحركة على هذا الطريق». معاناة يؤكد أحد سكان قرية الهن أنه استعان لفترة طويلة بمركبة رباعية الدفع لنقل مواد البناء والمياه إلى جبل شدا الأعلى، لتشييد مسكنه الخاص، وقال: «الأمل في طرق الباحة لسفلتة العقبة، حتى ننعم بالراحة وتصل كل الخدمات، ويعود السكان إلى القرى التي تم هجرها، وسيكون شدا منتجعا سياحيا». أولويات بين المتحدث الرسمي للمياه بمنطقة الباحة أحمد الغامدي، أنه تمت دراسة احتياجات أهالي جبل شدا الأعلى لشبكات المياه، وقال: «سيتم تنفيذ المشروع بحسب الأولويات وتوافر المبالغ المالية اللازمة لذلك، ويتم تأمينهم بالمياه الآن خلال ناقلات السقيا المجانية، بواقع 30 ردّا لقرى شدا الأعلى و98 ردّا لقرى مليل».