منذ نحو 35 عاماً ينتظر سكان جبل شدا الأعلى في منطقة الباحة من إدارة الطرق والمواصلات بالمنطقة سفلتة الطريق الذي يمتد لحوالى 10 كيلو مترات فقط من مقار سكنهم إلى داخل المحافظة، إذ يعد الطريق هو الوحيد المؤدي إلى مساكن الأهالي، ويضم مركز جبل شدا الأعلى تسع قرى، كما وصل عدد السكان إلى نحو أربعة آلاف نسمة، فيما اضطر الأهالي في عام 1396 وحتى 1398ه إلى دفع أكثر من مليون ريال لفتح طريق من مقر مساكنهم إلى المحافظة. ووعد وكيل وزارة النقل للطرق المهندس هذلول الهذلول خلال حديثه إلى «الحياة» بالاطلاع على موضوع جبل شدا الأعلى خلال يومين، وسيتم بعد ذلك البحث في استكمال سفلتة الطريق قريباً. وقال المهندس الهذلول: «سيطلع أحد منسوبي وزارة النقل والمواصلات اليوم أو غداً على موضوع جبل شدا الأعلى، وسيطلعنا على الأمور كافة، كما سيفيدنا بوضع الطريق، وكلفة استكمال الطريق والمعدات، على أمل أن تحل في القريب العاجل». وأفاد بأنه تلقى الأسبوع الماضي، أكثر من طلب بخصوص جبل شدا الأعلى، لافتاً إلى أن استكمال جبل شدا الأعلى موضوع قديم، ويعرفه ويتذكره منذ أن أتى إلى الوزارة، إذ سيتم البحث في استكمال الطريق، كما أن التقرير الذي سيعده مندوب وزارة النقل والمواصلات عن جبل شدا الأعلى سيتم وضعه في الاستكمالات وسينتهي قريباً. من جهته، بيّن أمين منطقة الباحة المهندس محمد مجلي ل «الحياة» أن موضوع جبل شدا الأعلى نوقش في مجلس المنطقة، وهو شأن يتبع للطرق والمواصلات، «ولم أعد بشيء، لأنه من اختصاص وزارة الطرق والمواصلات». وتركزت مطالبات أهالي جبل شدا الأعلى في حديثهم إلى «الحياة» حول سفلتة الطريق الموصل إلى مساكنهم، إذ تم رفع حوالى 19 برقية ومعروضاً بشأن إصلاح الطريق. وأوضح أحمد الغامدي (أحد سكان جبل شدا الأعلى) أن المطالبات بشأن سفلتة الطريق بدأت منذ عام 1400ه، إذ تم رفع حوالى 19 برقية ومعروضاً، من أبرزها المكاتبات والمطالبات التي تمت خلال زيارة أمير منطقة الباحة إبراهيم آل إبراهيم رحمه الله، ووكيل وزارة المواصلات الدكتور ناصر السلوم لجبل شدا الأعلى، للوقوف على حاجات أهالي الجبل في سفلتة الطريق، مبيناً أنه تم إبلاغ الأهالي بعد ذلك بواسطة الإمارة برقم أح/15/2456 في 16/3/1407ه بطرحها في موازنة 1407/ 1408ه ولكن لم يرَ الأهالي شيئاً على أرض الواقع. من جهته، أفاد المواطن صالح الغامدي بأن أمين منطقة الباحة المهندس محمد المجلي تكفل أمام وكيل إمارة المنطقة حامد الشمري بسفلتة 10 كيلو مترات، إذ قال: «إن الأمانة مستعدة لسفلتة الطريق، بشرط عدم وجود نزع ملكيات»، لافتاً إلى عدم وجود أي نزع للملكيات، بيد أن الأمين لم ينفذ من كلامه أي شيء، فيما أشار المواطن ناصر الغامدي إلى أن بداية فتح الطريق كانت على يد الأهالي وعلى حسابهم الخاص، وذلك في أعوام 1396 - 1397 - 1398ه، إذ بلغت كلفة فتح الطريق أكثر من مليون ريال، ومنذ عام 1400 وحتى 1435ه بلغت أعمال صيانة الطريق حوالى مليون ريال. بدوره، أكد عطية علي (أحد سكان جبل شدا الأعلى) أن أمير منطقة الباحة آنذاك، أصدر قراراً بتشكيل لجنة تحت رئاسة رئيس مركز شدا الأعلى وعضوية شيخ قبيلة بني عبدالله من غامد، وشيخ قبيلة بيضان من زهراني، وتم الاتفاق على أن يبدأ من الناحية الشمالية من النفق وينتهي في الناحية الجنوبية (مليل)، بطول 20 كيلو متراً تقريباً. وأضاف: «رفعت إلى إمارة منطقة الباحة برقم 155 في 16/7/1410ه، ثم كان مشروع سفلتة نحو أربعة كيلو مترات من البلدية، وبعد الانتهاء منه بدأ مشروع وزارة المواصلات بسفلتة الطريق من اتجاه محافظة قلوة حتى وصل إلى قرية الكبسة، ونحن طيلة هذه الفترة ننتظر لعلمنا أن المشروع بدأ، وأن قرار اللجنة المشار إليه أعلاه سينفذ، إذ شمل التنفيذ جميع قرى زهران في الجبل، وقرية واحدة لغامد، بيد أنه توقف عن بقية القرى». وأشار إلى أنه بمراجعة الأهالي لإدارة الطرق تم إبلاغهم أن هذه المرحلة ستستكمل في القريب العاجل، بيد أن الشكوك ساورت الأهالي بعدم جدية إدارة الطرق بالباحة لإكمال المشروع، فبدأ الأهالي في المطالبات مرة أخرى، وتم التقدم إلى وزير النقل والمواصلات برقم 579006981 في 24/2/1429ه. فيما أفاد المواطن محمد الغامدي بأن وكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور حامد الشمري زار الأهالي في جبل شدا الأعلى العام الماضي، واعتبر أن الموقع سياحي، كونه يضم محمية رسمية والوحيدة في المنطقة، لافتاً إلى أنه وعد الأهالي بسفلتة الطريق وإيصال خدمات البلدية إلى السكان، بيد أنه لم يرَ الأهالي شيئاً على أرض الواقع حتى الآن.