كشفت شركة لصناعة الهواتف الذكية للمرة الأولى عن خطوات العمل التي تتم في مصنعها، والتي كانت مصنفة تحت بند «سري للغاية» وفقا للاحترازات من سرقة التقنية، والتي تلجأ إليها شركات التقنية في العالم. أحد المؤشرات على ذلك أن دخول المصنع يتم وفق شروط كارتداء زي خاص، وغطائين للرأس والقدمين، وعدم التصوير، وتوقيع إقرار «عدم الإفصاح»، وكأن الزائر يدخل ثكنة عسكرية. دمية بشرية بينت زيارة قامت بها «الوطن» إلى مصنع شركة HTC الرئيسي في العاصمة التايوانية تايبيه، أن «هاجس مصنعي الهواتف الذكية تطوير التفاعل بين الإنسان والحاسوب، للخروج بأجهزة ذكية لا يقتصر دورها على الاتصالات، ولكن تجمع بين الاتصال والترفيه والمساعد الشخصي، وتحقق أعلى مستويات الجودة، من ناحية الصوت والصورة والإمكانات الحديثة». لذلك، ليس غريبا أن يكون وراء جزء بالهاتف مثل السماعة الصغيرة مختبرات ضخمة، وأذرعة آلية مبرمجة تتحرك، ومراحل اختبار معقدة للوصول إلى الأحدث من ناحية الصوت والتسجيل، والتفاعل الإنساني. لذلك خصصت الشركة غرفة معزولة، مبطنة من الداخل برغوة خاصة لعزل الصوت والصدى، تتوسطها دمية بشرية، تحاكي سلوك المستخدم، وتوفر بيئة مناسبة لاختبارات الصوت، والهاتف، وسماعات الرأس، وإشارات الاختبار السمعية، وتحليل الإشارات. غرفة استماع يتضمن المصنع غرفة للاستماع مبطنة بالإسفنج، الهدف الرئيسي منها خلق بيئة قريبة من المستخدم العادي، ففي الأركان الأربعة للغرفة أدوات صوتية لمحاكاة الأصوات التي تحدث في الهواء الطلق، مثل محطات مترو الأنفاق، والمقاهي، والشوارع وبيئات أخرى، بغرض ضبط الصوت، وتقديم تجربة سمعية أفضل، ويمكن للأركان الأربعة محاكاة أي اختبار في العالم الحقيقي في محيط 360 درجة، وتقديم تسجيل ممتاز. مختبر بصري يشمل المصنع مختبرا بصريا يحوي كاميرا قادرة على محاكاة جميع ظروف الإضاءة باستخدام معدات خاصة، ومنها الهواء الطلق، كما يتضمن أدوات مختلفة لدراسة ألوان البيئة المحيطة، ومن بين الأحوال التي يتم اختبار قدرة الهاتف الذكي فيها على التصوير والتسجيل، حالتا الاهتزاز أو الحركة. وتتم اختبارات الكاميرا بتوظيف الرسم البياني، وحساب التفاضل والتكامل الذي يساعد على تحليل القرار، وفي هذه الاختبارات تتم دراسة عناصر عدة مثل درجة حرارة اللون والإنارة، ويتم ذلك بالاستعانة بصناديق ضوء تتحكم في شدة الضوء ودرجة الحرارة، وغيرها من العوامل التي تؤثر في جودة الصورة. ويضم المختبر أيضا مساحة لمواد الديكور الملونة، لالتقاط الصور وتحليلها، إضافة إلى ذلك، هناك كثير من الدعائم والمعدات التي يمكن بواسطتها اختبار استقرار الفيديو وتفاصيل الأداء. مركز الابتكار تملك الشركة مركز ابتكار، يتكون من 16 طابقا، منها طابق المصممين الذي يوفر بيئة عمل مفتوحة لهم، تتيح لهم المناقشة مع بعضهم بعضا، وتشمل الطوابق الأخرى أستوديوهات إضاءة ملونة بالألوان الدافئة، والجمع بين الزجاج والمعدن وغيرهما لخلق بيئة عمل مريحة، تسمح للمصممين بالتركيز أكثر على إلهامهم الفردي. ويشمل المركز أقسام التصميم الصناعي، وتصميم واجهة المستخدم، ودمج التصميم المرئي، وتجربة المستخدم، وتصميم المواد اللينة، وتصميم اللون، والتعبئة والتغليف. تقنية الضغط قدم التقنيون مفهوما جديدا للتفاعل مع الهاتف الذكي، عبر تقنية «العصر» أو الضغط التفاعلي، وذلك بالتحكم بالهاتف عبر لمس حوافه، وتتيح هذه التقنية إمكان تخصيص نمط الضغط وحساسية الضغط، إذ يمكن للمستخدم فتح البريد الإلكتروني، أو تشغيل لعبة معينة، أو تطبيق بمجرد الضغط لمرة واحدة، مع تخصيص حساسية الضغطة. كما تتيح تفعيل نمط «الضغط القصير» أو «الضغط الطويل» لتتيح للمستخدم خيارات أكثر للتفاعل مع الهاتف. ونجح الباحثون في توفير إمكان ضبط الصوت بما يناسب المستخدم، إذ تجري السماعات الجديدة مسحا للأذن من الداخل باستخدام تكنولوجيا تشبه السونار، ثم تضبط الصوت بما يتناسب مع طبيعة الأذن. وتتميز سماعات الرأس بميزة إلغاء الضجيج التي تحد من الضوضاء المحيطة، وتعمل هذه الميزة على ضبط مستويات الصوت المحيط، والتكيف بسرعة مع أي ضوضاء قد تصدر فجأة. كما تم تطوير مكبرات الصوت، إذ يوفر مكبر الجهة الأمامية مجالا سمعيا لمستويات الأصوات العالية والمتوسطة، أما مكبر الصوت بالجهة الخلفية فيعزز قوة وعمق النغمات المنخفضة. ومع التقنية الجديدة للتركيز الصوتي، يوفر الهاتف الذكي أعلى مستويات الجودة في تسجيل الصوت ثلاثي الأبعاد، إذ تعمل مكبرات الصوت معا لتسجيل الصوت من مختلف الاتجاهات، وعند تصوير مقطع فيديو يمكن تقريب الصورة لتكبير النقطة المستهدفة، وتضخيم الأصوات الصادرة عنها تحديدا.