منذ اختيارها لتنظيم مونديال 2022 بعد اقتراع سري لأعضاء لجنة الاتحاد الدولي (فيفا) التنفيذية مطلع ديسمبر 2010 بزيوريخ، لم تتوقف الانتقادات تجاه أحقية قطر في تلك الاستضافة، كحالة لم تصادف أي دولة قبلها سبق وأن نظمت طوال 80 عاما، بيد أن توالي الإدانات الدولية ضدها بدعم الإرهاب لم يكن سوى حلقة في سلسلة اتهامات طويلة حاصرت قرار (فيفا)، غلفت بعضها بجوانب أخلاقية كتقديم الرشوة لكسب الأصوات للفوز بالاستضافة، وصولا لجوانب تتعلق بحقوق الإنسان. وثائق تكشف الرشاوى روت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية الفصل الأول من الجانب المظلم لقرار منح قطر استضافة المونديال، وكشفت عبر تحقيق أثار ضجة كبرى حينها أن قطر دفعت رشاوى تقدر ب5 ملايين دولار «ما يقارب 19 مليون ريال» ل 30 رئيس اتحاد كرة قدم إفريقي، بجانب رئيس اتحاد ترينداد وتوباجو والنائب السابق لرئيس «فيفا» جاك وارنر، وبالاستناد على وثائق تشمل مراسلات بالبريد الإلكتروني ورسائل وتحويلات مصرفية، وجهت الصحيفة أصابع الاتهام إلى رئيس الاتحاد الآسيوي السابق القطري محمد بن همام الذي منع من العمل في مجال كرة القدم، بعد تردد شائعات بأنه قدم هو الآخر رشاوى لدعم ترشيحه رئيسا ل(فيفا)، قبل انسحابه من السباق ومن ثم إيقافه لاحقا من قبل (فيفا) مدى الحياة بتهم الفساد. تزايد الانتهاكات الإنسانية في اتجاه آخر وبعد تصاعد الانتقادات الدولية على تزايد سوء الأوضاع المعيشية المتعلقة بالعمالة في مشروعات كأس العالم 2022، وأجبرت قطر لاحقا على إعلان معايير لحماية العمالة الأجنبية نتيجة هذه الانتقادات، بيد أن تقريرا لاتحاد النقابات الدولي أشار إلى أن استجابة قطر لتلك الضغوط «ليست كافية»، وتوقع أن يتواصل مستقبلا ارتفاع عدد ضحايا أعمال المونديال، واستند تقرير الاتحاد على زيارات ميدانية لممثليه إلى مواقع العمل في منشآت كأس العالم، إضافة إلى لقاءات رسمية على مستوى السفراء، وكذلك مع وزارة العمل وغيرها من الإدارات، وأشارت تقديرات اتحاد النقابات الدولي إلى أن أكثر من 4 آلاف عامل أجنبي سيلقون حتفهم بحلول موعد مونديال 2022. تحقيقات موسعة تعامل الاتحاد الدولي بجدية مع ما تضمنه التقرير، وأكد دعمه التام للتحقيقات الموسعة التي يقوم بها مايكل جارسيا (رئيس غرفة التحقيق في لجنة الأخلاق المستقلة في فيفا)، الذي أعلن بدوره بعد شهور من المقابلات مع شهود وجمع معلومات أنه سيقدم تقريره إلى اللجنة القضائية، متضمنا الأدلة التي تم جمعها عن عملية إرساء العطاء، وبينها الأدلة التي جمعت من تحقيقات سابقة، وسط تصريحات لوزيرة الرياضة البريطانية ورئيس الاتحاد الإنجليزي عن ضرورة أن تتسم التحقيقات بالشفافية وإعادة التصويت في حال ثبتت دعاوى الرشوة، ووسعت صحيفة «ذا ديلي تلغراف» البريطانية دائرة الشكوك بعد نشرها ما يفيد بأن رئيس اتحاد كرة القدم الأوروبي السابق ميشيل بلاتيني التقى ابن همام قبل فترة قصيرة من التصويت على قرار استضافة المونديال، مبينة أن بلاتيني نفسه صرح علنا قبلها بأنه منح صوته لقطر. كشف شبهات منح الاستضافة تساقط شخصيات كروية داخل وخارج جدران (فيفا) تباعا لدواعي الفساد، بداية بأمين عام اتحاد الكونكاكاف السابق تشاك بلايزر بعد تعاونه مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي لكشف كل خبايا (فيفا)، مع إعلان القضاء السويسري وضع يده على 81 حالة مشبوهة لتبييض الأموال ذكرتها المصارف في التحقيق لمنح مونديالي 2018 و2022. أوروبا تطلب إزاحة قطر في ظل الأوضاع الحالية ومع تزايد الأصوات الدولية المطالبة بحرمان قطر من استضافة المونديال، وفي وقت اكتفى بيان (فيفا) بالقول إن اتصالاته مستمرة مع مضيف كأس العالم للاستفسار عن التطورات وتأثيراتها على الحدث الكروي، ظهرت أصوات سياسية أوروبية ودولية كثيرة مطالبة بإزاحة قطر من الاستضافة، لعل أبرزها من ألمانيا عبر تصريح نائبة رئيس البرلمان الألماني، كلوديا روث بأن «التطورات الأخيرة ما هي إلا مجرد دليل محزن يؤكد أن قطر ليست البلد المناسب لاستضافة كأس العالم»، وسبقها رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد جريندل، عندما أفصح أنه «لم يعد من المستبعد من الناحية المبدئية مقاطعة مونديال قطر عدا الاتهامات الأخيرة الموجهة لها بدعم الإرهاب»، كما طالبت فرنسا وبلجيكا وإنجلترا بسحب تنظيم المونديال من قطر إذا ثبت تورطها في دعم الإرهاب. قطر دفعت 19 مليون ريال ل 30 رئيس اتحاد للتصويت لصالحها باستضافة المونديال صحيفة «ذا ديلي تلغراف» نشرت أن بلاتيني اجتمع مع ابن همام قبل التصويت
4 آلاف عامل أجنبي في منشآت المونديال مهددون بالموت فرنسا وبلجيكا وإنجلترا طالبت بسحب تنظيم المونديال إذا ثبت تورط قطر في دعم الإرهاب