تسعى دول كل من تونس وليبيا والجزائر ومصر إلى حلحلة جمود الأزمة الليبية، وذلك عبر تنظيم مؤتمرات تشاورية تمهد لتسوية سياسية وعسكرية شاملة تنهي حالة الصراع والفوضى التي عانتها البلاد منذ الإطاحة بحكم العقيد الراحل معمر القذافي. وكان وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي قد أطلع الرئيس التونسي أول من أمس، على آخر المستجدات حول الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية تونسوالجزائر ومصر حول ليبيا الذي عقد في الجزائر مؤخرا، وأكد على ضرورة الالتزام بمبادئ إعلان تونس الوزاري في فبراير الماضي. انعكاس الأزمة من جانبها، اتفقت كل من الجزائر ومصر وتونس أول من أمس، على العمل من أجل إجراء حوار سياسي لإنهاء الأزمة في ليبيا ورفض التدخلات الخارجية أو أي حل عسكري. وأتى إعلان الجزائر بعد حملة شنتها مقاتلات مصرية الشهر الماضي، ضد أهداف ومعسكرات تتبع للمتشددين في ليبيا، وذلك بعد أن اتهمت السلطات المصرية متشددي ليبيا بالوقوف خلف الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلة كانت تقل أقباطا في محافظة المنيا المصرية ليلة أول يوم من رمضان. وتحاول كل من حكومة الوفاق الوطني المتمركزة في العاصمة طرابلس والمعترف بها من الأممالمتحدة، إلى بسط سيطرتها على كامل الأراضي الليبية، فيما تعارضها حكومة شرقية أخرى بقيادة المشير خليفية حفتر، بالإضافة إلى وجود فصائل مسلحة أخرى في الجنوب والوسط الليبي. وانعكست الأزمة الليبية على دول الجوار من جهة، والقارة الأوروبية من جهة أخرى، حيث ساعد انتشار فوضى السلاح بين الميليشيات في تهديد أمن الحدود المشتركة بين دول الجوار وليبيا، فيما تصاعدت المخاوف الأوروبية من عمليات تهريب البشر التي انتشرت بين الميليشيات الليبية.