قررت تونس أمس، تقديم اجتماع مرتقب لوزراء خارجية ثلاث دول عربية مجاورة لليبيا إلى غد الأحد، بعدما كان مقرراً مطلع الشهر المقبل، وذلك إثر فشل عقد لقاء بين قائد «الجيش الوطني الليبي» المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج خلال وجودهما في القاهرة قبل أيام، ما أثار مخاوف من تصاعد العنف في ليبيا. وأفاد بيان لوزارة الخارجية التونسية أمس، بأن الاجتماع كان مقرراً في مطلع آذار (مارس) المقبل لكنه قُدّم إلى 19 و20 الجاري، «إثر مشاورات بين وزراء خارجية تونسوالجزائر ومصر». أتى ذلك في ظل مشاورات مكثفة تجريها تونس في إطار مبادرة مع الجزائروتونس، لإنعاش العملية السلمية في ليبيا التي تعاني انقساماً حاداً، وتفعيل الحوار بين الفرقاء، خصوصاً بعد فشل كل المبادرات السابقة في تحقيق الاستقرار، وأبرزها اتفاق الصخيرات الذي رعته الأممالمتحدة وأدى إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج. وصرح وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أمس، بأن مبادرة الرئيس الباجي قائد السبسي «تتمثل في 4 نقاط محورية هي: دفع الليبيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم إلى الحوار، ورفض أي حل عسكري من شأنه أن يؤجج الوضع في بلادهم، إلى جانب دفع الفرقاء الليبيين إلى تذليل خلافاتهم حول تنفيذ اتفاق الصخيرات، ومواصلة دعم دور الأممالمتحدة مظلةً أساسية لأي حل سياسي في هذا البلد». وشدد الجهيناوي على أن مبادرة السبسي لحل الأزمة الليبية «خلقت ديناميكية حقيقية وجديدة على المستوى الداخلي في ليبيا»، مشيراً إلى أنها حشدت الدعم المصري والجزائري، إضافة إلى تجاوب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وأفادت مصادر ديبلوماسية تونسية بأن الاجتماع الثلاثي سيتمحور حول نتائج الاتصالات والمحادثات التي أجرتها الدول الثلاث مع الأطراف الليبية بهدف تقريب وجهات النظر بينها، ووضع أسس لحل سياسي توافقي في البلاد الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي. وذكرت مصادر في الخارجية التونسية، أن اجتماع الأحد سيناقش تطور المشاورات التي تشرف عليها الدول الثلاث، خصوصاً بعد فشل مساعي عقد لقاء بين السراج وحفتر في العاصمة المصرية منذ أيام. واقترحت تونس مطلع هذا العام، تشكيل آلية ثلاثية تضم دول جوار ليبيا الثلاث (تونس ومصر والجزائر) لتكثيف المشاورات على مستوى وزراء الخارجية والتوصل إلى حل للأزمة الليبية. وتعمل اللجنة الوزارية للدول الثلاث على ترتيب لقاء بين الأطراف الفاعلة في الساحة الليبية يضم كلاً من السراج وحفتر وعقيلة صالح رئيس البرلمان الذي يتخذ من طبرق (شرق) مقراً له. وزار صالح تونس الشهر الماضي. وكان زعيم حركة «النهضة» الإسلامية التونسية راشد الغنوشي أجرى مشاورات مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تناول خلالها الوضع الليبي. وتعول الجزائر على جهود الغنوشي في إقناع إسلاميي ليبيا بحل توافقي، نظراً إلى علاقاته الواسعة مع الجهات المسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس. على صعيد آخر، تمكن الجيش التونسي من قتل مسلحَين وإصابة آخر في جبل السمامة أحد المرتفعات الغربية في محافظة القصرين، وذلك ضمن إطار عمليات تمشيط واسعة النطاق للوحدات العسكرية في المنطقة. وأشارت وزارة الدفاع التونسية في بيان أمس، إلى أن مشبوهاً آخر بالإرهاب اعتُقل في المنطقة. وضبطت الوحدات العسكرية بندقية قناصة ورشاش «كلاشنيكوف» إضافة إلى كميات من الذخيرة.