تحتضن تونس في الأول من شهر مارس القادم اجتماع وزراء خارجية كل من تونسوالجزائر ومصر لاستعراض نتائج الاتصالات التي أجرتها الدول الثلاث مع مختلف الأطراف الليبية ووضع تصور لتسوية سياسية شاملة للأزمة الليبية طبقا لمبادرة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي وأيضا للتحضير لعقد قمة رئاسية ثلاثية تمهد لدعوة الأطراف الليبية للجلوس إلى طاولة الحوار.. وأفاد وزير الخارجية التونسي في حديثه لوكالة تونس إفريقيا للأنباء بأن أهداف مبادرة الرئيس السبسي تتمثل في 4 نقاط محورية وهي دفع الليبيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الفكرية والإيديولوجية إلى الحوار ورفض أي توجه نحو حل عسكري من شأنه أن يؤجج الوضع في ليبيا إلى جانب دفع الفرقاء الليبيين إلى تذليل الخلافات حول تنفيذ "اتفاق الصخيرات" بالمغرب ومواصلة دعم دور الأممالمتحدة كمظلة أساسية لأي حل سياسي في هذا البلد...وأوضح الجهيناوي أن هذه المبادرة التي أطلقت بمناسبة الزيارة التي أداها قائد السبسي إلى الجزائر يوم 15 ديسمبر 2016 من بين أسباب إطلاقها هو التداعيات السلبية والمباشرة للأزمة الليبية على تونس مذكرا بأن ليبيا كانت تمثل سنة 2010 ثاني شريك اقتصادي لتونس بعد الاتحاد الأوربي بحجم مبادلات تجاوز 5ر2 مليار دولار بالإضافة إلى التهديدات الإرهابية التي طالت تونس نتيجة عدم استقرار الأوضاع في الجارة ليبيا، وانتشار الجماعات الإرهابية وانهيار مؤسسات الدولة... وشدد الجهيناوي على أن المبادرة الرئاسية التونسية "خلقت ديناميكية حقيقية وجديدة على مستوى داخلي في ليبيا" وحظيت بتجاوب كبير على المستويين الإقليمي والدولي وحشدت دعم كل من الجزائر ومصر بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ودول أخرى مثل ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية وكذلك الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريس الذي أكد استعداده للمشاركة في هذه المبادرة والعمل على إنجاحها... وأكد الجهيناوي على أهمية الاتصالات التي تجريها كل من الجزائر ومصر لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الليبية بهدف تذليل الصعوبات التي تعيق مسار الحوار الليبي.. منوّها بالجهود الهامة التي بذلها البلدان في هذا الصدد.. وأفاد بأن أبواب الحوار ضمن هذه المبادرة "ستظل مفتوحة أمام جميع الفرقاء الليبيين باستثناء الضالعين في الإرهاب" مشيرا في هذا الصدد الى أنه تم توجيه دعوات إلى عدد من الفاعلين الليبيين لزيارة تونس بمن فيهم المشير خليفة حفتر الذي وصفه ب "الرجل الوطني الذي يمثل جزءا أساسيا وعنصرا مهما في أية معادلة لحل الأزمة الليبية" وكذلك بممثلي مختلف القوى السياسية والتيارات في الغرب الليبي.. وبخصوص تحركات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في إطار الملف الليبي، وزيارته إلى الجزائر، شدد الجهيناوي على أن السياسة الخارجية لتونس يصوغها رئيس الجمهورية وينفذها وزير الخارجية "ولا وجود لما يسمى بالدبلوماسية الموازية" مضيفا أن ما يقوم به الغنوشي "يتم وفق ما أكده في مناسبات عديدة في إطار دعم الدبلوماسية الرسمية حول الأزمة الليبية".