أكدت صحيفة «جارديان» البريطانية أن الأزمة التي توترت مؤخرا بين قطر وجيرانها من الدول الخليجية جاءت بسبب الشبهات التي تدور حول دور قطر الاستراتيجي في دعم الحركات المتشددة في بؤر التوتر، إضافة إلى انفتاحها غير الطبيعي على النظام الإيراني. وأضافت الصحيفة أن احتضان الدوحة لرموز حركة الإخوان الإرهابية ودعم شبكاتها في مصر وليبيا وسورية واليمن وغيرها، أجج الخلافات مع كل من السعودية والإمارات، كون الدوحة لم تلتزم بتصنيف الجماعة في قوائم الإرهاب، وعملت على تكوين حاضنة لهم بشكل مستمر رغم المساعي التي تحركت لحل الخلافات معها عام 2014. وأوضحت الصحيفة أن قطر يتمركز فيها نحو 10 آلاف أميركي في مقر قاعدة العيديد العسكرية، التي تنطلق منها العمليات ضد تنظيم داعش والجماعات المتشددة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وهو الأمر الذي ينافي سياسة قطر المشبوهة التي تدعم مثل هذه الجماعات. اختلاف الأزمات أكدت الصحيفة أن هذه الأزمة تختلف عن سابقاتها، وأبرزها أزمة سحب السفراء عام 2014، حيث إن الشرخ العربي وانتشار الحركات المسلحة وتغلغل ايران في عدة دول عربية، انعكس على هذه الأزمة وأدى إلى محاصرة الدوحة برا وبحرا وجوا، وخنقها للتراجع عن سياساتها الانفرادية والبعيدة عن الخط الخليجي المشترك. وعرجت الصحيفة على نهج الإدارة الأميركية الجديدة المتشدد ضد إيران وداعميها من الدول أو الجماعات، حيث أشارت إلى ان وزير الخارجية ريكس تيلرسون أكد أن هذه الأزمة لن تؤثر على الحرب ضد الإرهاب، وهو الأمر الذي يشير إلى عدم ثقل دورها السياسي أو العسكري لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة. وخلصت الصحيفة إلى أن تصريحات أمير الدولة تميم بن حمد آل ثاني التي اعتبرت بأنها خارج نطاق العرف الخليجي، أحدثت نوعا من الشرخ في العلاقات مع جاراتها الخليجية، قبل أن تنفيه السلطات القطرية وتؤكد أن وكالة الأنباء الرسمية تم اختراقها وبث تصريحات مغلوطة.