عقب أزمة قطع العلاقات بين عدد من دول الخليج العربي ودولة قطر وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية والجوية المشتركة، لم تجد الخطوط القطرية سماء تحتضنها سوى الأجواء الإيرانية، وذلك بعد أن أظهرت تطبيقات الأجهزة الذكية الخاصة بتتبع رحلات الطيران اكتظاظ سماء إيران بالطائرات القطرية، وهو الأمر الذي يشير إلى استغلال إيران للأزمة وتحويل معظم الرحلات عبر أجوائها من الدوحة إلى الدول الإفريقية والأوروبية. استنزاف المال القطري بحسب مصادر إيرانية مطلعة، فإنه سيتم فتح المجال الجوي الإيراني بشكل كامل أمام الطائرات القطرية المتوجهة إلى دول إفريقيا وأوروبا، مشيرة إلى أن فرض الحصار على الدوحة يعد فرصة سانحة أمام الاقتصاد الإيراني لزيادة دخله، باعتبار أن الأجواء الإيرانية هي المتبقية أمام الطائرات القطرية. وأوضح مسؤول في شرطة المطارات الإيرانية أن المسار الجديد أمام الطائرات القطرية هو عبور إيران ثم العراق فالأردن ثم شمال إفريقيا أو أوروبا، بالإضافة إلى العبور عبر تركيا ثم إلى الشمال الأوروبي، وهو مارآه مراقبون بأنه يمكن أن يكبد الشركة القطرية خسائر هائلة في رحلاتها، فضلا عن استنزاف الوقود بكميات ضخمة. تكدس البضائع من جانبهم، أكد نشطاء ميدانيون، أن مطار دولة قطر بات يشهد المزيد من الصدمات والارتباك بعد قطع بعض الدول علاقاتها مع الدوحة، فيما زادت الأمور تأزما على المنافذ القطرية البرية والبحرية الأخرى، وهو ما ينذر بحدوث كوارث جسيمة نظرا لتكدس الناقلات والطائرات والسفن إلى أجل غير مسمى. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أكدت أن المجال الإيراني مفتوح لاستقبال 200 طائرة قطرية يوميا، وتم السماح للطائرات القطرية بعبور المجال الإيراني إلى تركيا بعد قطع العلاقات معها. استغلال إسرائيل في غضون ذلك، دخلت إسرائيل على خط الأزمة، حيث أعلنت شركة طيران «أركيع» الإسرائيلية عن استمرار تعاونها التجاري مع شركة الخطوط القطرية، مؤكدة أنه من غير الوارد توقف هذا التعاون على خلفية قرار قطع العلاقات مع الدوحة، ووقف الرحلات الجوية منها وإليها. وكانت بعض الدول قد منعت عمالتها من السفر إلى قطر، حيث بدأت الفلبين بمنع عمالتها من السفر، فيما منعت الهيئة العامة للطيران المدني بالسعودية، كافة شركات الطيران القطرية من الهبوط في مطارات المملكة بشكل فوري، ومنع أي طائرة قطرية من عبور الأجواء السعودية. توقف الرحلات أوضح مسؤول طيران في الخطوط القطرية، أن الطيران القطري سيتأثر كثيرا بقرار قطع العلاقات، حيث تعد كلا من المجالات السعودية والمصرية والبحرينية، المنافذ الوحيدة لكافة الرحلات الدولية التي تقلع من قطر، فيما يمر عبر المجال السعودي وحده نحو 17 رحلة يومية، وتتجه لكل من دول أميركا وأوروبا وشرق آسيا. وأوضح المصدر أن عدد المكاتب والشركات التي تم إلغاء تراخيصها يتجاوز 22 مكتبا وشركة، فيما تمتلك الخطوط القطرية خدمات تقدمها أكثر من 150 وجهة في الشرق الأوسط وآسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا. من جانبه، شهد منفذ سلوى المعبر البري الحدودي الوحيد المشترك بين قطر والسعودية ازدحاما شديدا أول من أمس، بعد خروج القطريين المتواجدين داخل الأراضي السعودية، وسط تواجد أمني مكثف. ويستقبل معبر سلوى بشكل وحيد الصادرات السعودية إلى دولة قطر، وتقدر المسافة بينه وبين مدينة الرياض بحوالي 460 كلم، فيما كان يستقبل ما بين 600 إلى 800 شاحنة محملة بمختلف المواد البتروكيماوية والغذائية والخضروات بشكل يومي قبل حلول الأزمة.