فيما كان العالم يحتشد لملاحقة فلول القاعدة في كهوف تورا بورا بأفغانستان ورموزها الذين تم إدراجهم على قوائم أخطر المطلوبين عالميا بعد أحداث 11 سبتمبر، برزت قناة الجزيرة على الطرف الآخر معاكسة الاتجاه وقدمت نفسها كمنبر لهذا التنظيم الذي يحاربه العالم بأسره، وسهلت وصول أخطر التنظيمات الإرهابية إلى أسماع العالم. تنسيق مسبق زعمت الجزيرة التي تخصصت في بث أشرطة زعيم القاعدة الهالك أسامة بن لادن ومساعده أيمن الظواهري أن تلك الأشرطة الملغومة تصل للقناة من خلال إرساليات مجهولة المصدر، ألا أن الواقع كان مختلفا، فالأشرطة التي كان يسجلها زعيم القاعدة بالصوت والصورة قبل ثورة الإنترنت وتنقل عبر وسطاء من جبال تورا بورا إلى الدوحة كانت تسجل بعناية تامة وبتقنية عالية وتنسيق مسبق خصيصا لقناة الجزيرة، وكانت مؤشرا قويا على قوة العلاقة بين التنظيم والقناة المشبوهة التي سخرت كل إمكانياتها لإيصال الصوت الإرهابي للعالم دون أن تخشى المساءلة. وسائل ملغومة أمام صمت الدوحة وعدم تعقبها لمصادر إيصال تلك الأشرطة الملغومة التي كانت تمرر إلى داخل الدولة وعبر حدودها ومنافذها بعلم أو بدون علم، كانت الرسائل المسجلة بالصوت والصورة تبث بعد كل حادثة إرهابية يتبناها التنظيم من عاصمة إسلامية عربية سهلت لهذا التنظيم الإرهابي اختراق الإعلام العربي وأوصلت صوته النشاز، وسائله الملغومة التي يريد إرسالها إما متبنيا لتلك الحوادث الإرهابية أو مهددا للعالم بعد كل مناسبة إسلامية أو عربية أو عالمية، لكن هذه الرسائل الملغومة لم تكن تتطرق لدولة قطر، بل إن المتتبع لكافة التسجيلات المرئية والصوتية التي كانت تصل لقناة الجزيرة من تنظيم القاعدة وتبث للعالم كانت تحمل تهديدات صريحة وغير صريحة لكل دول العالم إلا دولتي قطر وإيران، وكأن هناك علاقات دبلوماسية بين تلك الدولتين والتنظيم الإرهابي في الوقت الذي يحارب فيه العالم كله تنظيم القاعدة ويكتوي بناره.