كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن الجولة التاريخية التي قام بها الرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، واستهلها بالمملكة العربية السعودية، جاءت متزامنة مع إعادة انتخاب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لولاية جديدة، لافتة إلى أن التحولات الجذرية في المنطقة يجب أن تبدأ من السعودية. وأوضحت الصحيفة أن تزامن الحدثين قد يكون صدفة لكنه يشير إلى رمزية كبيرة، حيث يعكس السياسة التي رسمها أوباما بالتقارب مع إيران، وإبرام الاتفاق النووي معها، مشيرة إلى أن ترمب أدرك هذا الخطر، وأعاد إحياء التحالفات التاريخية مع الحلفاء التقليديين لبلاده في الشرق الواسط وأبرزهم المملكة العربية السعودية. وأشارت الصحيفة إلى أن طهران استغلت فترة رئاسة أوباما والاضطرابات التي حدثت في المنطقة، من أجل بسط هيمنتها على العالم العربي والإسلامي، لافتة إلى أن صمت الرئيس السابق على تزوير الانتخابات الإيرانية عام 2009 وقتل المحتجين واعتقالهم، وإبرام اتفاق نووي مهد إلى الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة واستخدامها في دعم الإرهاب، مما ساعد في التمدد الإيراني بشكل كبير في المنطقة. إعادة الثقة أضافت الصحيفة أن تحول الإدارة الجديدة برئاسة ترمب إلى حلفائها التاريخيين، يعكس مدى رغبة واشنطن في إعادة رسم السياسات السابقة، وإعادة المصداقية لعلاقاتها مع الحلفاء. وأوضحت أن روحاني قد يحترم البنود الواسعة للاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، إلا أنه من المرجح أنه سيعمد إلى استغلال الاتفاق في حواشيه، ويستمر في التجارب الصاروخية والتقدم التقني في السر، وهو الأمر الذي سيمسح له بطفرة نووية، عندما تبدأ معظم القيود الرئيسية في الاتفاق بالانقضاء بعد سنوات. وأكدت الصحيفة ضرورة الحاجة لتحالف إسلامي عربي عسكري لإنهاء حالة الانقسامات والتطرف في المنطقة، والتصدي لإرهاب إيران أيضا، حيث إن الأخيرة لا تزال تدعم عبر الحرس الثوري الميليشيات الموالية للنظام السوري، والفصائل المتمردة في العراق واليمن ولبنان، لافتة إلى أن طهران ترى أن المنطقة يجب أن تخضع للهيمنة الفارسية، ومبينة أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الموثوقين هم الأقدر للتصدي لهذه الطموحات. ميدان الارتكاز أوضحت وول ستريت جورنال أن ترمب تعمد اختيار السعودية في زيارته الأولى لعلمه بثقلها السياسي والديني والاجتماعي، مشيرة إلى أن هذه الزيارة توجت بإنشاء المركز العالمي لمكافحة التطرف وأيديولوجياته المتعددة، وهذه الخطوة من شأنها أن تدفع عجلة السلام إلى الأمام في المنطقة. وخلصت الصحيفة إلى أن خطاب ترمب الذي ألقاه أمام قادة أكثر من 54 دولة إسلامية وعربية حول العالم تمثل بداية واعدة من الرياض وسيتم مراقبتها من موسكو مرورا بطهران وانتهاء بدمشق. مشيرة إلى أن قادة العالم الإسلامي أبدوا مرونة كبيرة واستعدادا واضحا للمشاركة في هزيمة الإرهاب، كون دولهم هي أكثر المتضررين منه.