تواصلت الصدمات الإسرائيلية من مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبخاصة فيما يتعلق بمدينة القدس، فبعد إشارات واضحة بعدم نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، ساد الغضب أوساط الحكومة الإسرائيلية، بعد اعتبار الولاياتالمتحدة حائط البراق جزءا من الضفة الغربية. ففي موقف أميركي لافت رفض المسؤولون في القنصلية الأميركية العامة في القدس عرضا إسرائيليا للمساعدة في ترتيبات زيارة عائلية يقوم بها ترمب إلى حائط البراق غربي المسجد الأقصى، والذي يطلق عليه اليهود «حائط المبكى»، بعد أن أشار دبلوماسيو القنصلية إلى أنه يقع في الضفة الغربية ولا سيطرة للحكومة الإسرائيلية على المكان. جزء من الضفة كان أعضاء من الوفد الأميركي قاموا أول من أمس، بجولة في حائط البراق، بمصاحبة ممثلي ديوان رئيس الوزراء، استعدادا لقيام ترمب ب«جولة خاصة» في المكان يوم ال22 من مايو الجاري. وقال الدبلوماسيون الأميركيون إن حائط البراق هو جزء من الضفة الغربية، ملمحين بذلك إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تملك السيادة على المكان، فيما رد ممثلو ديوان الحكومة الإسرائيلية بغضب وقالوا إن هذه الأقوال غير مقبولة لديهم. وحسب مصادر فإنه بعد إطلاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الأمر، أصدر توجيهاته إلى السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون دريمر، بالتوجه إلى البيت الأبيض والمطالبة بتوضيحات. وقال مسؤول كبير في مكتب نتنياهو «لقد أذهلنا تصريح الدبلوماسيين الأميركيين بأن حائط المبكى هو جزء من الضفة الغربية. نحن مقتنعون بأن هذه المقولة تتعارض وسياسات الرئيس ترمب، كما تم التعبير عنها من خلال معارضته لقرار مجلس الأمن الأخير». نقل السفارة جاء هذا الحادث بعد ساعات من كشف محطة «فوكس نيوز» الأميركية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه لم يطالب بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. وبالمقابل فقد زعم نتنياهو أنه أبلغ الرئيس ترمب تأييده نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. كما نقل مكتب نتنياهو توضيحات سفير إسرائيل لدى واشنطن رون ديرمير خلال جلسة تحضيرية عقدها مع مسؤول أميركي بالبيت الأبيض، بأن نقل السفارة سوف يساعد على دفع عملية السلام قدما وليس العكس. يأتي ذلك في وقت جعل السفير الأميركي الجديد في إسرائيل ديفيد فريدمان، حائط البراق، نقطة انطلاقه الأولى بعد وصوله إلى إسرائيل أول من أمس، حيث أدى الصلاة وقبل الحائط. وقال فريدمان، المعروف بتشدده ورفضه لحل الدولتين، إنه جاء للصلاة، متمنيا النجاح للرئيس دونالد ترمب في زيارته». وكان فريدمان مصمم على أن يبدأ عمله من القدس، ولكن الرئيس الأميركي ترمب لم يوافق بعد على نقل السفارة إلى القدس.