فيما تنتظر موسكو نتائج لقاء القمة المزمع عقده اليوم، بين الرئيسين، الأميركي، دونالد ترمب، والتركي، رجب إردوغان، في واشنطن، قالت تقارير روسية إن أنقرة شريك تكتيكي لموسكو، لكنها ليست شريكا استراتيجيا، وقلل المحلل الروسي، جيفور جميرزايان، من أهمية نتائج المحادثات بين إردوغان وبوتين، مشيرا إلى أن الأول طلب من الثاني عددا من التنازلات «مقابل المزيد من التقارب»، لكن موسكو ردت بأنها ليست على استعداد لحل مشاكل أنقرة على حساب مصالحها، وقال ميرزايان «إردوغان يريد طرح تركيا على مزاد بين بوتين وترمب، ليحصل من يقدم العرض الأفضل على الولاء والدعم التركيين». إلى ذلك، رأت تقارير روسية أن الرئيس ترمب استمع إلى رؤية موسكو خلال لقائه وزير خارجيتها، سيرجي لافروف. وخلال الأسبوع الحالي سيلتقي أيضا إردوغان، ليستمع إلى رؤيته ووجهة نظره في مجمل الأزمة السورية وما حولها. لكنها سلطت الضوء على قرار واشنطن بتسليح الأكراد السوريين قبيل تلك الزيارة، مشيرة إلى أن واشنطن فعلت ذلك بسبب تقارب أنقرة مع موسكو، والتصريحات التركية بشأن مواجهة أوروبا، وشراء منظومات «إس –400» من روسيا، والتهديد بالبحث عن حليف آخر غير الناتو. فقدان الثقة اهتمت التقارير بتسليط الضوء على علاقات الرئيسين الروسي والتركي، وبالذات في لقاء سوتشي، في الثالث من الشهر الجاري، مشيرة إلى أن واشنطن تعرف جيدا أن عامل الثقة بينهما مفقود إلى درجة كبيرة. وقد عكس اللقاء مدى انهيار الثقة، ورفض بوتين طلبات محددة لإردوغان حول التسوية السورية ورحيل الأسد، والاتفاق الثنائي حول زيادة عدد مناطق تخفيف التصعيد وآليات التأمين، والفصل بين القوات، وعدم دعم الأكراد السوريين. ولم يستبعد مراقبون وخبراء روس أن يستمع ترمب جيدا لإردوغان في محاولة لتبديد مخاوفه بشأن تزويد الأكراد بالسلاح. وأعربوا عن اعتقادهم بإمكانية أن تبدأ واشنطن الكشف عن جانب كبير من رؤيتها لتسوية الأزمة السورية بعد الاستماع إلى وجهة النظر التركية. وهو الأمر الذي يثير قلق موسكو نسبيا، ويجعلها تنتظر نتائج اللقاء. تصريحات ملتبسة فيما عبر ترمب عن أمله أن تؤدي المحادثات التي أجراها مع لافروف إلى إنقاذ كثيرين من الهلاك في سورية وأوكرانيا، أكد الأخير أن بلاده تجري اتصالات مع دول قد ترسل مراقبين إلى مناطق تخفيف التوتر في سورية، مشددا على أن يكون نشرهم مقبولا لدى نظام دمشق. وذلك في محاولة جديدة لشرعنة نظام الأسد، وإشراكه في كافة العمليات السياسية والعسكرية. وفي إشارة إلى تصريحات لافروف، على هامش مشاركته في فعاليات المجلس القطبي في آلاسكا، بأنه لم يبحث خلال زيارته إمكانية نشر مراقبين أميركيين في سورية، وأن روسيا سترحب بأي مساهمة أميركية في تخفيف التوتر، ألمح الخبراء إلى أن موسكو تسعى عبر تصريحات ملتبسة، للتأكيد على مواقف غير موجودة لواشنطن، وإطالة بقاء الأسد في السلطة، لمنح وجودها في سورية الشرعية.