فيما لم يدعُ أحد من أطراف النزاع السوري، عدا نظام الأسد وطهران، موسكو إلى أي نوع من أنواع الوساطة، قال نائب وزير الخارجية، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، إن موسكو تحاول التوسط بين طهرانوواشنطن وكذلك الرياض حول سورية، إلا أن مواقف الأطراف متناقضة جدا. وأوضح المسؤول الروسي، أن تقريب مواقف إيرانوالولاياتالمتحدة بشأن سورية أمر صعب، لاسيما أن واشنطن ورغم ترحيبها بمباحثات أستانا ترى أن طهران تلعب دورا غير بناء في المنطقة، مبينا أن ذلك يشير إلى وجود تناقض ومشكلة، يتطلبان مزيدا من الجهود السياسية والدبلوماسية من جانب موسكو خلال الفترة القادمة. أدوار جديدة وفسر مراقبون هذه التصريحات بسعي موسكو لمنح نفسها دورا جديدا وأن تنصب نفسها وسيطا بين كافة الأطراف التي لم تطلب منها ذلك أصلا. وتساءل المراقبون هل تفعل موسكو ذلك بسبب فشلها في أداء الأدوار السابقة، أم لأنها وصلت إلى طريق مسدود، وتريد أن تمنح نفسها دورا جديدا ليس لأحد علاقة به من الأساس؟. يأتي ذلك فيما ذهب نائب وزير الخارجية الروسي بوجدانوف إلى أنه من السابق لأوانه حاليا الحديث عن نشر قوات أميركية في أي من مناطق وقف التصعيد في سورية، وأن ذلك يتطلب «تنسيقا مع النظام السوري». وأبدى المراقبون دهشتهم من هذه التصريحات، متسائلين: هل طلبت الولاياتالمتحدة أن تبعث بقواتها إلى ما يسمى ب«مناطق تخفيف التصعيد» الأربع، أم أن المسؤولين الروس يريدون إعطاء انطباع بأن واشنطن تقوم بالتنسيق إلى هذا المستوى مع موسكو؟. لقاء واشنطن رأت تقارير غربية أن لقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الأميركي تيلرسون والرئيس دونالد ترمب، لم يسفر عن أي شيء واضح، مشيرة إلى أن هذا الأمر كان متوقعا، خاصة أن اللقاء جاء بعد تمديد ترمب للعقوبات على النظام السوري لمدة عام آخر، وبعد أن أعلن السفير الأميركي في كازاخستان أن بلاده لن تكون شريكا في صيغة أستانا. وحسب التقارير فإن ترمب اختزل اللقاء الذي عولت عليه موسكو بأن قال إن «على روسيا أن تكبح جماح الأسد وطهران»، في إشارة إلى ضرورة إيفاء تنفيذ التزاماتها في إعلاناتها المتوالية بشأن الضغط على نظام دمشقوإيران والمليشيات التابعة لهما. وعلى الرغم من التصريحات الدبلوماسية، ركزت التقارير على عقد وزير الخارجية الروسي لافروف مؤتمرا صحفيا بمفرده في السفارة الروسية بواشنطن. وأشاروا إلى أنهم خرجوا من حديثه الطويل بانطباع مهم، ألا وهو أنه اعترف بأن موسكو نفذت رؤية واشنطن في ما يسمى ب«مناطق تخفيف التصعيد». أسباب الخلافات - عدم تنفيذ روسيا لالتزاماتها بسورية - دعم موسكو لنظام بشار الأسد - محاولة روسيا الانفراد بالحل - رفض واشنطن لأطماع طهران