عادة ما يختار الرؤساء الأميركان وجهتهم الأولى بعد توليهم مقاليد الحكم في أميركا إلى دول الجوار الجغرافي أو دول اقتصادية، ولكن يبدو أن ترمب خالف كل الرؤساء السابقين ووضع له وجهة أخرى ليثبت للعالم أنه رئيس مختلف، وأثناء الانتخابات كنا نرى أن سياسات ترمب غير واضحة، ولكن الأمر تبدل بعد استلامه دفة الحكم وانتهى ضجيج الانتخابات والدعايات التي تستهدف الناخب الأميركي، كذلك العلاقات الأميركية السعودية متينة منذ اللقاء التاريخي بين الرئيس روزفلت بالملك المؤسس عبدالعزيز، رحمه الله، نعم تأثرت علاقات أميركا مع أصدقائها في عهد أوباما لوقوفه في جانب إيران وتضررت من ذلك المصالح الأميركية في المنطقة، ولكن زيارة الأمير محمد بن سلمان لترمب أعادت الأمور إلى الوضع الصحيح والمسار الذي يجب أن تكون عليه، ولا يستغرب ذلك على الأمير الشاب، فهو رجل المهمات الصعبة. الزيارة سيكون لها المردود الفعلي، لأن هناك ملفات ساخنة بالمنطقة في مقدمتها الملف الإيراني، الدولة الراعية للإرهاب في المنطقة. وقد أشاد ترمب في كلمته عن أول زيارة له للسعودية، قائلا «بكل فخر اليوم، أقدم إعلانا تاريخيا مهما هذا الصباح، وأخبركم بأن أول زيارة خارجية لي كرئيس للولايات المتحدة ستكون إلى المملكة العربية السعودية». وزيارة ترمب للرياض والتي سيلتقي فيها زعماء الدول الإسلامية، كما ذكر الرئيس في تصريحه، سوف تكون زيارة تاريخية، فالمملكة العربية السعودية لها ثقلها في المنطقة، فهي قلب العالم العربي خاصة والإسلامي عامة، ولديها شرف خدمة الحرمين الشريفين، والمملكة أصبحت محط أنظار العالم في صنع القرار على المستويين العربي والعالمي بقيادة خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، وهذه الزيارة المرتقبة سوف تصحح الكثير من المفاهيم، ولتثبت أميركا للعالم أنها ليست ضد الإسلام والمسلمين، ولا ضد الحضارة الإسلامية.. اللهم وفق قائدنا لما فيه الخير والسداد وجميع قادة الأمة العربية والإسلامية.