ضمن برامج رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى الاستفادة من موقعها جغرافيا، اتفقت السعودية مع الصين على التشارك في بناء «الحزام والطريق»، إذ قامت المملكة بإعداد خطة «طريق الحرير الغربي» للالتقاء مع الجانب الصيني، الأمر الذي سيعود إيجابا على الدولتين، وسيوسع نطاق التجارة بين الطرفين. وأوضح السفير الصيني لدى المملكة، لي هوا شين، أن مشروعي «رؤية المملكة، وبناء الحزام والطريق» التابع لدولته، بينهما علاقة وثيقة لتحقيق الأهداف، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما زار الصين مؤخرا، شهد توقيع 14 وثيقة تعاون بين الدولتين في مجالات الطاقة، والتجارة والاستثمار، والبنية التحتية، والتأمين، وغيرها، مما يؤدي إلى مسار جديد وسريع. حجم التجارة كشف هوا شين، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في مقر السفارة، للحديث عن منتدى «الحزام الطريق للتعاون الدولي» الذي سيقام في بكين خلال يومي 14- 15 مايو الجاري، أن التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام بلغت 6.3 تريليونات يوان، أي حوالي 913 مليار دولار أميركي عام 2016، موضحا أن الشركات الصينية استثمرت أكثر من 50 مليار دولار في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، وساعدت في بناء 56 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري في 20 من تلك الدول، مما أدى إلى تحقيق عائدات ضريبية بلغت 1.1 مليار دولار و180 ألف وظيفة محلية. مشاريع التعاون أشار هوا شين، إلى أن السعودية والصين بصدد دفع مشاريع التعاون في مجالات الطاقة والكيماويات وغيرها، منوها أنه تم إنجاز مشاريع عدة منذ 3 سنوات بعد طرح مبادرة الحزام والطريق، أهمها مصفاة ينبع ومصنع الأسمنت جنوبالرياض، بقيمة 9.34 مليارات دولار. كما أن هناك 9 مشاريع تجري الآن، مثل محطة الكهرباء بالغاز في جازان، وإصلاح وترقية شبكة الإنترنت بقيمة 5.46 مليارات دولار، إضافة إلى 24 مشروعا قيد البحث، مثل استخدام المفاعل الحراري المبرد بالغاز في تحلية المياه المالحة، ومحطة توليد الكهرباء بالطاقة الجديدة بقيمة 50.24 مليار دولار. مشاركات دولية قال هوا شين، إن المنتدى يعد اجتماعا دوليا رفيع المستوى حول مبادرة الحزام والطريق، وهي خطة التجارة والبنية التحتية المقترحة من الصين لتربط آسيا بأوروبا وإفريقيا، وأن الحزام يأتي على طول طريقَي الحرير البري والبحري للقرن ال21، اللذان طرحا من رئيس الجمهورية للمرة الأولى في سبتمبر وأكتوبر من عام 2013، خلال زيارته كازاخستان وإندونيسيا. وأضاف، «أنه انضم بالفعل إلى هذه المبادرة أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، إذ وقّعت أكثر من 40 دولة على اتفاقيات تعاون مع الصين، وأدرجت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمة أوبك جميعها انعكاسات التعاون من مبادرة الحزام والطريق في قراراتها ووثائقها».