السخرية والمسخرة «السامجة» في الغالب لا تقوم على أساس أو سبب وجيه، لذلك لا تحاول التغيير من شخص يتعمد أن يقلل من شأنك أمام الآخرين، لأنك مهما حاولت أن تجاريه في مهاتراته السفسطائية العقيمة ستضيع في معمعة فوضى ضياع وقت ثمين أنت بحاجته! فقط دعه يحترق بناره. لأن هدفه محقون، ربما هناك أسباب نفسية في داخله ناجمة عن حقد، كراهية، مرض نفسي بداخله، نقص، حسد، أو يفكر أنه الأفضل.!! الأهم... كيف ترد عليه؟ في حالة استمراره في المسخرة أولاّ فكر بالطريقة التي ستعامله فيها، وما سبب تصرفاته البهلوانية؟! وحلل طريقة تفكيره في مخك فستجد ثغرة في كل سؤال توصلك إلى الجواب؟! وكلما تجاهلته يتمادى أكثر ويبدع في نشازه على أنغام الطقطقة واستعراض آخر مستجدات التفاهة، ظنا منه أن هذا الأسلوب مسكت.. وبرأيي آخر العلاج الكي! بأن ترد عليه بكلمة ملتهبة مقتضبة مضغوطة، وهذا يعتبر فنا من الفنون.. وقيمته في سرعته، فهو يأتي كالقذيفة يسد فمه.؟!... خاصة عندما يقذف كلمات سوقية غير محببة، مثلاّ لو أدخل كلمة أنت غبي، فلا تتردد بقول نعم أنا غبي لأنني تكلمت مع شخص مثقف مثلك.. فسوف يتبادر إلى ذهنه أنه لو كان مثقفا لما أطلق هذه الكلمة النابية. كلمة ورد غطاها...! سأل أحد الثقلاء بشار بن برد ما أعمى الله رجلا إلا عوضه.! فبماذا عوضك؟ فقال بشار: بألا أرى أمثالك..! (للواثقين الناجحين) النقد الموجّه إليك يساوي قيمتك تماما، وإذا لم تُنقد ولا تُحسد فأحسن الله عزاءك في حياتك؛ لأنك متَّ من زمن وأنت لا تدري، فاحمد الله فقد أصبحت شيئا مذكورا، وصرت رقما مهما ينبغي التعامل معه. وإن أعظم علامات النجاح هو كيل النقد جزافا لك، وهذا يعني أنك أنجزت شيئا يستحق الالتفات، وإن لم تلفت النظر فإنك صفر مُكعّب على الشمال، وصدق شاعرهم حين قال: وَإِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَ حَسُود.