أفقْ أيها الصبُّ الذي جئتَ تطمعُ بعشقٍ ومن بدءِ الصبابة تجزعُ وداوِ الهوى بالأمنياتِ فإنما شغافُ قلوبِ العاشقين تُمزَّعُ إذا الشوق أضناهم رأيتَ عيونهم على كل طيفٍ تستفيقُ وتفزعُ وقلبا إذا ما الطير ناح بقربهِ يكاد ومن فرط الصبابةِ يُصرعُ لهم بالهوى عينٌ تعيد وتذكرُ وعينٌ على الأطلال تبكي وتدمعُ إذا العيش أرخى للورى من نعيمهِ يضنُّ عليهم بالوصال ويقطعُ يظنون أن العشق زائر قلبهم يمرُّ مرورَ الزائرين ويرجعُ فلا والذي منه الجمالُ ونورهُ سرى بين أضلاع القلوب ويسطعُ سيمكث مادام الحنين بها لظىً ويشرب من ماء العروق ويرتعُ ويرفعُ في كل القلوبِ معابداً ويسجد فيها ما يشاء ويركعُ له القلب محرابٌ وقِبلةُ عابدٍ تكاد ضلوع القلب منه تُخلّعُ أفقْ أيها الصبُّ الذي أنت هالكٌ إذا كنتَ في عشقٍ وإن كنتَ تزمعُ وقبل حديث العشق لا بد أن تُرى خصالٌ إذا اشتدّ الهوى بك أربعُ فمنهنّ صبرٌ لا يليق بعاشقٍ يجور على دمع العيون ويمنعُ وتقييدُ روحٍ في الهوى لمعطَّشٍ إليك يجاريك الغرامَ ويتبعُ وإيفاءُ عهدٍ في المحبة يختمُ على القلب ختماً بالدماءِ ويُطبعُ وقلبٌ كجلمودٍ إذا الشوق مرَّهُ من السيف أمضى في الخطوب وأمنعُ فكيف إذا حلّ الأنين بصدرك وأنت إذا مرَّ الصبا تتصدعُ؟ سقى الله قلباً لا يزال معلقاً بأستار قلبٍ لا يروغُ ويخدعُ يرى الدمع في عيني قبيل انسكابه ويرقب دقَّاتِ الفؤاد ويسمعُ وليس إلى درب الغواية سيرُهُ ولا هو في غيٍّ ولا به يطمعُ وفياً إذا اشتد الهوى بصروفهِ جسوراً فلا خوفٌ ولا يتزعزعُ سجينَ الهوى والشوقِ والسهدِ والمنى شغوفاً بلحظات اللقا بيَ مولعُ وإني على عهد الوفاء محافظٌ سخيٌّ بلذّاتِ المحبة طيِّعُ أمتِّعُ عيني بالجمال إذا أتى وإن غاب عني بالخيال أُمَتَّعُ وماليَ في عشق اللذاذة حيلةٌ أنا الصبُّ ذو القلبِ الرقيقِ المولَّعُ فذاك لقاءٌ بالحنين معطَّرٌ وذاك عناقٌ في اللقاء مضوَّعُ وتلك عيونٌ فاضحاتُ هوى الفتى ترى الشوق فيها كالمهنَّد يلمعُ وهمسٌ إذا حلَّ المساءُ وصبوةٌ وقبلةُ مشتاقٍ من الصدر تُنزعُ وبعضُ أحاديث الهوى وتبسُّمٌ وليلٌ إذاما العشق أقبل يسرعُ فيا ليتني أروي من العشق مرةً ويا ليتني يوماً من العشق أشبعُ فعشْ أيها الصبُّ الذي رقّ قلبكَ فمن كان ذا قلبٍ رقيقٍ سيولعُ