قالت صحيفة «واشنطن بوست» إنه منذ الهجوم الكيماوي الذي نفذه النظام السوري على بلدة خان شيخون، قبل نحو شهر، وأعقبه قصف أميركي لقاعدة الشعيرات التابعة للنظام، لم تحدث هجمات أخرى باستخدام غاز السارين، الذي يعتقد أن الأسد لا زال يمتلك عدة أطنان منه. وحسب التقرير الذي أعده الكاتب جاكسون ديهل، فإن المشكلة التي يتجاهلها البيت الأبيض في ظل الاهتمام بقضايا أخرى، هي أن الطائرات التابعة لقوات بشار الأسد وروسيا، بدأت تقصف مواقع مدنية في جميع أنحاء سورية بشكل يومي، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، إضافة إلى القنابل العنقودية وقنابل الفسفور والبراميل المتفجرة. ونقل التقرير عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ما بين 70 إلى 80 شخصا قتلوا في هجمات متفرقة للنظام والطائرات الروسية، لافتا إلى أن عدد القتلى يقترب من ضحايا هجوم الغاز في قرية خان شيخون، وأوضح التقرير أن الهجوم الأخير على قاعدة الشعيرات لم يجعل السوريين أكثر أمنا، رغم أن الهجوم الأميركي أدى لوقف استخدام الأسلحة الكيماوية، مشيرا إلى أن عمليات القتل ما زالت مستمرة بجميع أنواع الأسلحة الأخرى، وفقا لشهادة رئيس منظمة الدفاع المدني، رائد الصالح. تفجير المستشفيات قال التقرير إنه خلال زيارة الصالح لواشنطن الأسبوع الماضي، وصف بدقة الأنقاض التي قد كان فريقه يقوم بالبحث فيها خلال الأسابيع الماضية، حيث أشار إلى أن الطائرات الروسية ألقت في 22 أبريل الماضي ست قنابل مخترقة للتحصينات على مستشفى شام الذي تم بناؤه داخل كهف على بعد 6 أميال غرب خان شيخون، مما تسبب في انهياره وحصار الأطباء والمرضى تحت الحجارة الثقيلة. وأضاف التقرير أنه تم أيضا تفجير ثلاث مستشفيات أخرى في نفس المنطقة الشمالية الغربية، مبينا أن منظمة الدفاع المدني «الخوذ البيضاء» أصبحت هدفًا رئيسياً لمقاتلات روسيا، منذ أن قدمت دليلًا يثبت هجوم النظام بغاز السارين على خان شيخون. وأكد التقرير أن منظمة «الخوذ البيضاء» «تمثل مقرا للإنسانية في ساحة همجية ووحشية»، مبينا أنه حتى الأسبوع الماضي وصل عدد الأشخاص الذين أنقذتهم المنظمة، منذ تأسيسها عام 2013 بشمالي سورية إلى حوالي 91 ألف شخص.
ساحة وحشية أكدت الصحيفة أن لدى المنظمة حاليا 2300 شخص يعملون في 120 مركزا بتسعة محافظات سورية، لافتا إلى تعرض 184 منهم للقتل، وإصابة 500 آخرين، مبينا أن من بين القتلى 8 قتلوا في قصف الأسبوع الماضي. ولفت التقرير إلى أن العديد من حالات القتل نجمت عن عمليات قصف متعمدة لفرق الإنقاذ، غير أنه ووفقا لرئيس المنظمة فإنه عندما طلبوا 10 متطوعين، تقدم لهم 700 شخص، موضحا أن المتطوع يتلقى راتبا شهريا يبلغ حوالي 150 دولارا، ولكن الحافز الحقيقي لجميع المتطوعين هو إنقاذ أصدقائهم وجيرانهم. وأشار التقرير إلى أن معظم الحكومات الغربية تساهم في تمويل المنظمة، وشمل ذلك 20 مليون دولار من إدارة أوباما السابقة، كذلك فقد نجحت حملة إلكترونية في استقطاب أكثر من 200 ألف جهة متبرعة، فضلا عن تلقي المنظمة أكثر من 12 مليون دولار من التبرعات، مما جعلها مرشحا رئيسيا للفوز بجائزة نوبل للسلام. واختتم التقرير بالقول «عملية قصف أميركية واحدة ليست كافية لإنهاء الوحشية بسورية، وإذا لم يرغب ترمب في بذل المزيد من الجهود فإن الخوذ البيضاء ستستمر في البحث بين الأنقاض».
تميز المنظمة العمل تطوعا لإنقاذ المدنيين العمل وفق عوامل إنسانية عدم الانتماء لتيار سياسي التركيز على مساعدة المدنيين تحدي الأخطار المحدقة