كشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن نتائج تحقيق أجرته حول الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون في سورية، وقالت إنها توصلت إلى تحديد نوع القذيفة التي ألقتها طائرات حربية سورية على الموقع الذي شهد مقتل نحو مئة شخص جراء تنشق «غاز السارين». وأعلنت المنظمة في مؤتمر صحافي عقدته أول من أمس في مقر الأممالمتحدة أن تحقيقاتها توصلت إلى أن القوات الحكومية السورية «استخدمت مواد كيماوية تهاجم الأعصاب في 4 مناسبات على الأقل في الأشهر الأخيرة» بين كانون الأول (ديسمبر) 2016 وآذار (مارس) الماضي. وذكرت أن هجوم خان شيخون هو واحد من سلسلة هجمات بأسلحة كيماوية وقعت خلال الأشهر الستة الأخيرة، في كل من حماة ومحيط دمشق وإدلب. وقال المدير التنفيذي للمنظمة كين روث خلال المؤتمر الصحافي، إن على مجلس الأمن أن يحيل مرتكبي هذه الجريمة على العدالة في شكل عاجل، معتبراً أنه من «المخزي أن تمنع روسيا المجلس حتى من مطالبة سورية بالتعاون مع المحققين». وأضاف أن على روسيا والصين «وقف استخدام حق الفيتو (النقض) في مجلس الأمن لمنع المساءلة عن الجرائم الخطيرة في سورية، وأن تدعما إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية». ووفق نتائج التحقيق التي نشرت في تقرير للمنظمة وزع أول من أمس، اتهمت «هيومن رايتس ووتش» الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية في شكل «ممنهج ضد السكان المدنيين». وقالت إن هناك 3 أنظمة تستخدمها القوات الحكومية في قصف السلاح الكيماوي، أولها بالقصف الجوي من الطائرات، والثاني إسقاط العبوات المملوءة بغاز الكلور من المروحيات، والثالث يتمثل في «بدء استعمال ذخائر كلور بدائية تطلق من البر» أي بالمدفعية. وأضافت أن الاستخدام المتكرر للمواد الكيماوية «يدحض مزاعم المسؤولين السوريين والروس بأن الحادثة الكيماوية في خان شيخون كانت بسبب قنبلة تقليدية ضربت مواد كيماوية سامة على الأرض» لأنه «من غير المرجح أن تكون القنابل التقليدية ضربت مخابئ كيماوية مراراً وتكراراً في جميع أنحاء البلد». وتابع التقرير أن القنبلة التي ألقيت على خان شيخون كانت من مخلفات الصناعة السوفياتية وهي من طراز خاب-250، وهي مصممة لكي تلقى من الجو.