أقول عنه كما قال أحد محبيه: امتطى صهوة السياسة دهرا كان فيها نجيبها المشهورا يعجز الشعر أن نحيط بشيء من مزاياه أو نخُطّ السطورا نعم، هذا السعودي «السفير علي عواض عسيري» ابن منطقة عسير، وسليل أسرة المجد والكرم، لم تخطئ فراسة ولي الأمر حين توسّم في هذا الرجل حكمة الكبار وصدق الولاء، وبراعة التعامل مع أصعب المواقف والأزمات، وحُسن توجيه العواصف إلى مسارات بعيدة عن التأثير على بلاده، التي منحها روحه ووقته وجهده. واجه أزمة الحرب الأفغانية التي اجتذبت كثيرا من أبناء البلاد، وغيرها، حين اختاره ولي الأمر ليكون واجهة بلاده ووجهها المشرق الحاسم في باكستان، على بعد خطوات قليلة من بؤرة البركان الملتهب في أفغانستان، فكانت حكمته العميقة وبصيرته النافذة عاملا حاسما في احتواء كثير من تداعيات هذه الأزمة، لمنع وصول أطرافها إلى بلاده، حتى إذا هدأت نيران البركان إذا بعاصفة أخرى تتفجر في لبنان وما حولها، فلم يكن أقدر من علي آل عواض على معالجة أوضاعها وآثارها، فعُين لهذه المهمة العسيرة، فما كان أقل قدرة وعزيمة كما كان عليه في باكستان، وبمهارته الفائقة أدار ملف الأزمة باقتدار حتى هدأت العاصفة وسكن هبوبها. لقد كان بعيد النظر، عالي الهمة، سخي اليد، صادق الولاء، ودود المعشر، لطيف المجالسة، صائب الرأي، ويعدّ مدرسة للسفراء والنبلاء. جزاه الله خيرا بما قدمه لدينه ووطنه وأهله وولاة أمره، وأتمنى له حياة جميلة يستحقها على ما قدّمه.