فيما تستعد فرنسا لإجراء انتخاباتها الرئاسية غدا، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أمس، أن الشرطة تبحث عن مشتبه به ثان بحادث إطلاق الرصاص في شارع الشانزليزيه وسط العاصمة باريس، في حين كشفت السلطات البلجيكية أن المشتبه به الملاحق سلم نفسه للشرطة هناك. وأعلنت الشرطة البلجيكية أن المشتبه به سلم نفسه في مدينة آنفيرس شمالي البلاد، حيث سبق للسلطات في بروكسل أن أبلغت نظيرتها الفرنسية عن اشتباهها برغبة المتهم في الانتقال إلى فرنسا عشية الهجوم. كما أعلن مصدر مقرب من التحقيقات أن السلطات الأمنية في باريس ألقت القبض على ثلاثة أشخاص من أفراد أسرة المهاجم. وكان مجلس الدفاع الفرنسي قد عقد اجتماعا برئاسة الرئيس فرانسوا هولاند لبحث ملابسات الهجوم، وأكد رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف أن فرنسا حشدت قواتها الأمنية، بما في ذلك وحدات النخبة، لتأمين الفرنسيين خلال الانتخابات الرئاسية المقررة غدا، لافتا إلى أن قوات النخبة على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم لنحو 50 ألفا من قوات الشرطة التي تؤمن عملية الانتخاب. سجلات المهاجم قالت مصادر أمنية مطلعة إن المهاجم الذي تسبب في مقتل شرطي في هجوم الشانزليزيه، كان يخضع لتحقيقات على صلة بموضوع الإرهاب، وتم توقيفه سابقا للاشتباه بالتخطيط لقتل رجال أمن. وأكدت وسائل إعلام فرنسية اسم المهاجم المدعو كريم، ويعد معروفا لدى أجهزة الأمن، حيث سبق أن تم توقيفه عام 2001، بعد قيادته سيارة مسروقة جنوب شرقي باريس وتسبب في حادث مروري. وأوضحت المصادر أنه بعد الحادث انتشل المهاجم سلاح الشرطي الذي كان يحرسه حينما كان موقوفا، وأطلق النار عليه متسببا في إصابته بجراح بليغة، وتم الحكم عليه بالسجن عشرين عاما، قبل أن تخفض إلى 15. وتبنى تنظيم داعش هجوم الشانزيليزيه، وأكد أن مهاجمه يدعى أبو يوسف البلجيكي، وأسفر الهجوم عن مقتل شرطي وإصابة آخر، إضافة لمقتل منفذه على يد الشرطة. الاستعداد للانتخابات يأتي الهجوم الإرهابي في وقت تستعد البلاد لخوض غمار الانتخابات الرئاسية غدا، حيث ستبدأ الجولة الأولى لاختيار الرئيس ال11 للجمهورية الفرنسية الخامسة. ورأى مراقبون أن هذه الدورة تختلف عن سابقاتها على مستوى المرشحين وبرامجهم، وقضايا الفساد التي تلاحقهم، إلى جانب تغير التحالفات السياسية والأوضاع الأمنية. كما تأتي هذه الانتخابات في وقت تستعد بريطانيا لحزم حقائبها ومغادرة الاتحاد الأوروبي، وصعود الأحزاب اليمينية الشعبوية المناهضة للمهاجرين القادمين من بؤر التوتر. وبحسب وسائل الإعلام الفرنسية، يمتلك خمسة من المرشحين حظوظا أوفر للمنافسة والعبور إلى جولة الإعادة، وهم مارين لوبن، وإيمانويل ماكرون، ثم فرانسوا فيون، وجان لوك ميلونشون، وبونوا هامون. في وقت لم تظهر استطلاعات الرأي موقفا محددا من هذه الشخصيات، رأى مراقبون أن الانتخابات الفرنسية ستكون كنظيرتها الأميركية من ناحية عنصر المفاجأة، خاصة أن 38% من الناخبين الفرنسيين لم يحسموا مواقفهم بعد.