في وقت تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب من ضبط نحو 700 شخص من الموالين لميليشيات الحوثي المتمردة وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، ممن ثبت تورطهم جمع المعلومات وتحديد أماكن وجود الأسلحة والمدفعيات وقوات الجيش والأمن ورفعها للانقلابيين، قال مسؤولون أمنيون في تصريحات إلى «الوطن»، إن دور الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب لا يقتصر على ضبط الموالين للتمرد داخل المحافظة فقط، بل تمتد مهمتها إلى مناطق سيطرة الانقلابيين، بحيث يتم التعرف على كل شخص قادم إلى المحافظة، والتعرف على كل المعلومات التي تخصه بما فيها موالاته للتمرد، مشيرين إلى أن هذه الإجراءات أسهمت في إحباط عدد كبير من جرائم المتمردين قبل وقوعها. فريق تحقيق مدرب أشار وكيل وزارة الداخلية اللواء محمد بن عبود الشريف، إلى وجود فريق تحقيق مدرب يتم من خلاله إدانة العملاء الذين يدفع بهم المتمردون ليحالوا بعدها إلى السجن العام بتهمة مناصرة الخارجين عن الدولة والشرعية، مشيرا إلى حرص الوزارة على تنفيذ الإجراءات القانونية مع المشتبه بهم، وتقديم من يثبت تورطه إلى محاكمة عادلة. وحول وجود عناصر أمنية داخل الجيش و الشرطة لاكتشاف الجواسيس، قال اللواء الشريف، إن العناصر الأمنية موجودة في كافة الأجهزة نظرا لخطورة تسلل العناصر الانقلابية إلى بعض المواقع، ومن ثم فإن سرعة ضبط تلك العناصر في الوقت المناسب يوفر المزيد من الأمن والاستقرار. وأضاف أن الهدف الذي تسعى إليه أجهزة الأمن هو إحباط الجريمة قبل وقوعها، لا سيما في المناطق المحررة، حيث تم إفشال كثير من المخططات التي كانت تخطط لها ميليشيا الانقلاب من خلال خلايا نائمة تريد زعزعة الأمن. وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه المواطن في مساندة الأجهزة الأمنية، قال اللواء الشريف: إن الأمن مهمة كل أفراد المجتمع، وليست مهمة رجال الأمن فقط، وإذا ساد هذا المفهوم فلا شك أن درء وقوع الجريمة ومنعها سيكون بصورة أسرع وأسهل. عمليات إرهابية قال مدير أمن محافظة مأرب العميد علي عبدالله طاهر، إن مأرب أصبحت خلال العامين الماضيين ثالث أكبر تجمع سكاني في اليمن بعد صنعاء وتعز، نتيجة استيعابها نحو 1.4 مليون نازح قدموا من المناطق والمحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، مبينا أن ذلك شكل عبئا كبيرا على الأجهزة الأمنية التي تحاول ترتيب أوراقها سريعا لمواكبة التطور الحاصل في هذه المحافظة، وتحقيق الأمن داخلها. وحول تكرار الهجمات بالعبوات الناسفة، أوضح العميد علي طاهر أن هناك هجمة شرسة تستهدف المحافظة، وقد حدث حوالي 53 تفجيرا منذ نوفمبر الماضي حتى الآن، راح ضحيتها حوالي 35 قتيلا و48 مصابا، لافتا إلى اكتشاف 18 عبوة وإبطال مفعولها قبل انفجارها. وأضاف أنه تمت مضاعفة عدد الأفراد المؤهلين والمدربين لمواجهة التفجيرات بالعبوات الناسفة، وتم نشرهم في كل الزوايا والحارات ومداخل ومخارج المدينة، لضبط العناصر الإرهابية التي تقوم بزرع هذه العبوات، مبينا أنه جرى ضبط 60 متهما لهم علاقة بالتفجيرات لإثارة الهلع بين الأهالي، وتمت إحالتهم إلى الجهات المختصة. وأشاد العميد علي طاهر بدور التحالف العربي الذي يدعم الأمن اليمني بالأسلحة والطيران، بالإضافة إلى أنظمة «الباتريوت» التي حمت مأرب من مئات الصواريخ التي كانت ستبيد المحافظة بأكملها. وجهان لعملة واحدة أكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني العميد الركن عبده عبدالله مجلي، أن قضية الجواسيس التي يستخدمها المخلوع والحوثي يتم التعامل معها بحس أمني عال. مشيرا إلى أن الأمن الوقائي والاستخبارات العسكرية والاستخبارات الأمنية تقوم بدور متكامل للتبليغ عن أي خطر محتمل، والكشف عن الجريمة قبل وقوعها. وقال إن هناك عمليات كثيرة تم التصريح بها عبر وسائل الإعلام من عسكريين يتبعون المخلوع تم ضبطهم وتعريتهم، مبينا أن المتورطين في التجسس لمصلحة الانقلاب مرصودون من الأجهزة الأمنية، كاشفا عن عمليات إرهابية نفذت في عدة محافظات كعدن وتعز والحديدة، وتم إلصاقها بجماعات إرهابية، إلا أنه بعد البحث عن الجهات التي تقف وراء هذه العمليات اتضح أنهم تابعون للميليشيات الانقلابية، وأثبتوا أن الإرهاب والانقلابيين وجهان لعملة واحدة.