جمعتني الأقدار مرة بالشيخ الفاضل سلطان بن طراد، للمرة الأولى، قبل سنوات ثمان بمستشفى الحرث العام، عندما كنت أعمل هناك. ظننته للوهلة الأولى مراجعا لإحدى العيادات الطبية بالمستشفى، ولكن سرعان ما اتضح لي سبب تواجده. فقد ترك كافة التزاماته ومواعيده لمساعدة مسن طاعن يبدو عليه آثار المرض والحاجة وليس له ولد أو قريب ولكن لطف الله كان له وبه أقرب. لم يغادر الشيخ إلا بعد أن اطمأن على استقرار الحالة الصحية لذلك المسن المريض الذي كان يتمتم بالدعوات الصادقة لله بأن يحفظ هذا الشيخ ويجزيه خير الجزاء. لقد كان ذلك الموقف مؤثرا في نفسي أيما تأثير وأكبرت صنيع الشيخ وحرصه على مساعدة المسن. وتوالت الأيام والشهور لأشهد مواقف أخرى ناصعة تسطرها صفحات الزمن لهذا الشيخ الذي أخذ على عاتقه مشاركة أبناء قبيلته (الهزازي) بمنطقة جازان وخارجها كافة مناسباتهم أفراحا وأتراحا، متواجدا بينهم أينما كانوا في شتى مناطق المملكة الحبيبة، فتارة يزور أبناء قبيلته في المنطقة الشرقية وتارة في العاصمة الرياض وأخرى في تبوك الورد وعسير وجميع مناطق المملكة، محتفيا بالصغير قبل الكبير. فقد كانت زيارات هذا الشيخ الأصيل خير شاهد على حبه لأهله وأبناء قبيلته وكافة أبناء وطنه. وتوالت المواقف لأشهد قبيل أيام قلائل اهتماما من نوع آخر لدعم فئة غالية علينا جميعا. فقد بادر مشكورا بإطلاق أكبر دورة رياضية لكرة القدم بالقطاع الجنوبي بمنطقة جازان، متكفلا بكافة الدعم المادي والمعنوي وحضوره شخصيا افتتاح الدورة، ومشاركة هؤلاء الشباب فرحتهم بنشاطهم الرياضي.. وليس ببعيد عن كل ذلك وقبيل أيام قلائل ما شهدناه جميعا من مبادرة وطنية تضاف إلى رصيده، حيث قدم دعما سخيا للشراكة المجتمعية مع إحدى المؤسسات الخيرية في مجال التوعية بأضرار المخدرات، والتي ستتركز أعمالها بمجمعات إسكانات الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه. وما أحوج المجتمع لمثل هذه المبادرات الخيرة من أبناء هذا الوطن الغالي الكريم، وما أحوجنا لأياد بيضاء بارة بالوطن الذي قدم لنا الكثير، فمثل هؤلاء الرجال يحتاج المجتمع، لنقيم الكثير من مبادرات النفع والخير.