قدم العالم الدكتور غريغوري توماس الذي درس شرايين 3 آلاف مومياء مصرية تفسيرا مفاجئا لأمراض القلب، زعم فيه أن تصلب الشرايين أمر طبيعي بسبب تقدم السن، نافيا وجود تأثير للرياضة أو الغذاء الصحي في هذا الأمر، ولكن مجموعة من المزارعين في بوليفيا قاموا بدحض هذه الفرضية. التقدم في العمر قال غريغوري توماس الذي يدير معهد ميموريال كير المتخصص في القلب والأوعية الدموية في مركز الرعاية العاجلة في لونغبيتش في تقرير نشره موقع npr، إن «المومياوات كانت مصابة بالتصلب بشكل كبير في شرايينها المحيطية، وفرضيتنا هي أن اللويحات في الشرايين أمر كوني طبيعي مع التقدم في العمر، بعبارة أخرى، لا يهم مدى ممارسة للرياضة أو الكمية التي تتناولها من الكرنب، أو عدد السجائر التي تتجنبها، لأن مرض القلب حتمي، ففي نهاية المطاف سيصاب الجميع بتصلب الشرايين بفعل لويحات الكاليسيوم مع التقدم في العمر، وهذا ما يزيد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية». نمط حياة صحي كشف تقرير نشر في مجلة The Lancet، أن «مجموعة من المزارعين في بوليفيا يطلق عليهم «تسيمان» قاموا بدحض فرضية توماس، و«تسيمان» هم السكان الأصليون في منطقة الأمازون الذين يكسبون رزقهم عن طريق الصيد، وصيد الأسماك والاعتلاف، والزراعة، وحافظت هذه المجموعة على ثقافتها، ولغتها لآلاف السنين، كما حافظوا على مستوى عال من الصحة، بسبب نمطهم الممتاز في الحياة، الذي يحمي القلب. وأضاف، أن من بين شعب تسيمان الذين تتجاوز أعمارهم ال40 عاما، فإن 85 % لا يعانون من تصلب الشرايين، وحوالي ثُلثي الذين تتجاوز أعمارهم ال75 عاما كانوا سليمين تماما من اللويحات الشريانية. وقارن التقرير هذه الأرقام بإحصاءات أميركا، وقال: إن حوالي 85 % من الأميركيين الذين تتجاوز أعمارهم ال45 عاما يعانون من تصلب الشرايين، و14 % فقط سلموا من اللويحات الشريانية. وذكرت الدراسة أن «شعب تسيمان يتمتع بأقل مستويات مرض الشريان التاجي التي تم تسجيلها على الإطلاق، وأن الشخص الذي يتجاوز عمره ال80 عاما من تسيمان يتمتع بعمر الأوعية الدموية لأميركي في منتصف ال50»، مشيرا إلى أن شعب تسيمان تغلب على النساء اليابانيات اللائي كن أكثر الناس تمتعا بالقلوب الصحية.
الحركة في النهار قام الباحثون في الدراسة التي أعدت بجامعة كاليفورنيا بقياس كمية الكاليسيوم المخزنة في الشرايين التاجية لأكثر من 700 شخص من تسيمان، تتراوح أعمارهم ما بين 40 إلى94 عاما، كما قاسوا العوامل الأخرى المرتبطة بمرض القلب، مثل ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ومستويات الكولسترول. وقال عالم الأنثربولوجيا في جامعة كاليفورنيا مايكل غورفن، الذي أعدّ هذه الدراسة، إن «ضغط الدم والكولسترول لدى شعب تسيمان منخفضان، ولكن لديهم مستويات منخفضة من الكولسترول الجيد، أما من ناحية الوزن، فلا يوجد أي شخص منهم يعاني من السمنة المفرطة، ولكن حوالي ربع البالغين يعتبرون ذوي وزن زائد، وكان متوسط مؤشر كتلة الجسم حوالي 24، و هو مستوى قريب جدا من نهاية المستوى الطبيعي، حيث يعتبر 25 ضمن الوزن الزائد». وأضاف أن «شعب تسيمان يمارس الرياضة بشكل كثير، والسبب أن معظمهم غير خاملين، حيث يعملون صيادين أو مزارعين، ويمارسون رياضة الحركة يوميا، ويمشون حوالي 7.5 أميال كل يوم، ويتحركون لأكثر من 90 % من ساعات النهار، وعلى عكس ذلك فإن الأميركيين يقضون نصف المدة التي تقضيها هذه المجموعة في المشي بالجلوس».
النظام الغذائي كشفت الدراسة أن «النظام الغذائي لشعب تسيمان صحي، فأكثر من 70 % من سعراتهم الحرارية قادمة من الكربوهيدرات التي تكون مليئة بالألياف، مثل الذرة، والبفرة والألبان، و30 % المتبقية من السعرات الحرارية مقسمة بين البروتين والدهون، وهم يأكلون القليل جدا من السكريات، ولا يتناولون الدهون المتحولة والقليل جدا من السكريات البسيطة، بينما لا يزال الأميركيون يتناولون أكثر من غرام من الدهون المتحولة في اليوم و 22 ملعقة شاي من السكر المضاف». وخلصت إلى أن «سر ارتفاع صحة القلب لدى شعب تيسمان هو الكربوهيدرات العالية والدهون المنخفضة ومستوى الحركة العالي».
85 % لا يعانون من تصلب الشرايين 33 % فوق ال75 عاما سليمون تماما من اللويحات الشريانية 24 متوسط مؤشر كتلة الجسم 7.5 أميال يمشونها كل يوم 90 % من ساعات النهار يتحركون سمات أخرى: يتمتعون بأقل مستويات مرض الشريان التاجي على الإطلاق انخفاض ضغط الدم والكولسترول لا يعانون من السمنة المفرطة السعرات الحرارية: 70 % من الكربوهيدرات المليئة بالألياف، مثل الذرة، والبفرة والألبان % 30 بروتين ودهون سر ارتفاع صحة القلب لدى شعب تسيمان: الكربوهيدرات العالية الدهون المنخفضة مستوى الحركة العالي