قبيل ساعات من عقد مباحثات جنيف في جولتها الخامسة، دارت معارك طاحنة شرق دمشق، بعد هجوم جديد لفصائل المعارضة على مواقع قوات النظام السوري، غير أن موسكو التي تسعى للتغطية على تحركات الأسد بانتهاك الهدنة الهشة، أعلنت على لسان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف، أن الهدنة في سورية لا تزال قائمة رغم محاولات نسفها، متهما بشكل ضمني المعارضة السورية. وقال إن هناك انتهاكات «من قبل هؤلاء الذين يرغبون في تقويض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي»، مشيرا إلى أن موسكو مستعدة لإجراء اتصالات مع الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة في جنيف، وكذلك في موسكو أو في أي مكان آخر. وذلك بعد أن فشلت صيغة أستانة التي حاولت موسكو فرضها على المعارضة. وفيما يفترض أن تناقش مفاوضات جنيف السلال الأربع التي تم الاتفاق عليها في جنيف 4، وهي ملامح المرحلة الانتقالية والإصلاح السياسي، والتعديلات الدستورية، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، كشف المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، منذر ماخوس، عن مفاجآت ميدانية في القريب العاجل، مشيرا إلى أن قوات المعارضة اخترقت قلب دمشق. وأكد أن محادثات جنيف ستستمر، وليست هناك أي بوادر تدل على أن العملية السياسية ستتوقف، لاسيما بعد تقدم قوات المعارضة ميدانياً في دمشق.يأتي ذلك فيما أعلنت فصائل المعارضة السورية عن المرحلة الثانية لمعركة دمشق التي بدأت من حي جوبر بهدف ربطه مع القابون وفك الحصار عن الأحياء المحاصرة المحيطة بدمشق. معارك ريف حماة تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على قرية معردس بعد صوران في ريف حماة الشمالي ضمن حملتها الموسعة ضد مواقع قوات النظام. وأعلن فصيل «جيش النصر» استهداف مطار حماة العسكري بصواريخ «جراد»، مؤكداً تدمير طائرتين حربيتين داخل المطار بعد الاستهداف، بينما أعلنت «هيئة تحرير الشام»، أنها نفذت هجومين انتحاريين بسيارتين ملغمتين قرب بلدة صوران في الريف الشمالي لحماة. وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام، إن الأخير بدأ إرسال تعزيزات لمواجهة هجوم كبير على حماة، بينما أشار أحد قادة قوات الجيش السوري الحر في تصريحات إعلامية إلى أن الهجوم الذي بدأ أول من أمس كان معدا له من قبل، مشيرا إلى أن المعركة ستمتد وقتا طويلا، ومجهز لها كافة الإمكانات.