وسط معارك شرسة ضد تنظيم داعش في الموصل، تمكنت القوات العراقية من السيطرة على أحياء داخل المدينة القديمة، فيما رجحت مصادر عسكرية استعادة المدينة بالكامل مطلع أبريل المقبل. وقالت المصادر إن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة عازم على إنجاز عملية تحرير الموصل خلال سقف زمني لا يتجاوز منتصف الشهر المقبل، مؤكدة ارتفاع وتيرة مشاركة طيران التحالف بقصف مواقع منتخبة داخل الجانب الأيمن استنادا إلى معلومات استخبارية مع وجود قوة أميركية على الأرض انتشرت بالقرب من سيطرة العقرب المؤدية إلى الجانب الغربي. وأوضح المتحدث الرسمي باسم قيادة حرس نينوى، زهير الجبوري، أن قيادة القوات المشتركة وبالتنسيق مع التحالف الدولي ستعتمد على الأسلحة الذكية والطائرات المسيرة حفاظا على سلامة المدنيين، وتقدر أعدادهم بأكثر من 600 ألف شخص استخدمهم تنظيم داعش دروعا بشرية، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد معارك شرسة نظرا لضيق الأزقة والأحياء المكتظة بالسكان. وكانت وزارة الهجرة والمهجرين قد أعلنت في وقت سابق نزوح 152 ألف مدني منذ انطلاق عمليات تحرير الساحل الأيمن من الموصل. تغيير ديموجرافي أكد قائد حرس نينوى المحافظ السابق أثيل النجيفي، أن معركة تحرير الجانب الأيمن، لم يتبق عليها سوى أيام قليلة، محذرا في الوقت نفسه من خضوع مناطق في المحافظة إلى عمليات تغيير ديموجرافي بعد القضاء على تنظيم داعش «علينا الاستعداد لمنع أي تغيير ديموجرافي يقع على مدينة الموصل بعد التحرير وإيجاد الآليات المناسبة لإعادة بناء ما دمرته هذه الحرب وعودة أهالي الموصل إلى مدينتهم». وكانت قوى سياسية تمثل الأقليات أعلنت رغبتها في تشكيل إقليم في سهل نينوى للشبك والإيزيديين والمسيحيين، فيما رفضت قوات حرس إقليم كردستان البيشمركة الانسحاب من مناطق شاركت في عمليات تحريرها بمزاعم أنها أراض كردية. المدينة القديمة قال متحدث باسم الشرطة الاتحادية إن الشرطة وقوات الرد السريع سيطرت بالكامل على جامع الباشا وشارع العدالة وسوق باب السراي داخل المدينة القديمة وسط الموصل على الضفة الغربية من نهر دجلة. ويأتي هذا الإعلان بينما عاودت القوات العراقية أول من أمس، هجوما بدأته قبل أكثر من أسبوع على حي باب الطوب، وهو من الأحياء القديمة التي تتميز بأزقتها الضيقة التي لا تستطيع الآليات العسكرية التقدم فيها. وقالت مصادر عسكرية عراقية إن التقدم باتجاه باب الطوب يجري بحذر شديد لتجنب الخسائر، كما حصل قبل يومين عندما تم استهدافها من قبل تنظيم داعش بشاحنتين مفخختين. وأظهرت صور تلفزيونية وأخرى ثابتة اقتراب القوات العراقية من جامع النوري الكبير الذي يقع ضمن الأحياء القديمة، والذي ظهر فيه زعيم داعش أبوبكر البغدادي في يونيو 2014.