مندل القباع الله سبحانه وتعالى خلق أبانا (آدم) وأمنا (حواء) من أجل إعمار الأرض، بما فيها الكون وتضاريسه الأرضية والسماوية «إعمار الأرض»، حيث تحمل الإنسان الأمانة من أجل إقامة شعائر الله سبحانه وتعالى التي تعتمد على الكتاب والسنة، وإقامة العدل والقسط بين الناس، فهي فعلا أمانة لصعوبة القيام بها على الوجه الأكمل الذي يرضي الله ورسوله. ولا يمكن القيام بهذه الأمانة بالعمل الفردي، إنما بالتزاوج والتناسل وإنجاب الذرية والحضن في هذا، والوعاء هي المرأة. فالمرأة أصبحت هي الحياة وليست نصف المجتمع «إنما هي المجتمع كله»، وخاصة في هذا الوقت الذي انتشرت فيه وسائل الاتصال الاجتماعي، وشبكة الإنترنت، حيث أغلب الرجال يقضون أغلب وقتهم في التعامل مع «اللوح» الإلكتروني في الوقت النهاري وفي المساء في الاستراحات والاستئناس مع الأصدقاء والأصحاب «إلا من رحم ربي»، والمرأة قد لا تخلو من اللهو «بالواتساب والإنترنت»، لكنها أصبحت مسؤولة عن تربية الأولاد إلى حد ما في غذائهم ودراستهم وحل الواجبات المدرسية، فكم امرأة ترملت بعد موت زوجها وصبرت ولم تتزوج من بعد موت زوجها بتربية أبنائها لأنهم قد يكونون في مرحلة الطفولة والقصور وقضت الأيام والشهور والسنين من أجل أولادها وأطفالها، فالمرأة مدرسة «فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق». والإسلام ضمن حقوقها كاملة كإنسانة مثلها مثل الرجل في الحقوق والواجبات والعبادات – والميراث (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً . وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ . إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا). الرجل والمرأة فلها الحرية في الدفاع عن نفسها ومصالحها الشخصية في المحاكم – وبعض الدوائر الحكومية التي تخصها فأصبحت كائنا له كيانه الخاص، لها حرية التحرك والتنقل والسفر بالطرق المشروعة والبريئة، ولا سيما أنها أصبحت تحمل بطاقة الأحوال الشخصية، مثلها مثل الرجل. فيا أيها الرجال أعطوا المرأة حقها الذي رسمه وضمنه لها الإسلام، ولا تكونوا حجر عثرة أمامها أو الحجر عليها، ويا أيها المسؤولون في بعض القطاعات التي تقدم الخدمة للمرأة لا تربطوا مصيرها بتعريف أو ولي قد يكون من أحد أبنائها الذي ما زال في عمر الطفولة وهي تكبره سنا وعلما وأخلاقا وعقلا ومكانة اجتماعية ووظيفية، فإلى متى سوف يستمر هذا الحال؟