بعد سلسلة من النتائج الهزيلة في المباريات الودية، ووسط موجة من القلق الجماهيري يخوض المنتخب القطري لكرة القدم دورة كأس الخليج العشرين (خليجي 20) التي تستضيفها اليمن برغبة أكيدة في استعادة بريقه في بطولات الخليج. وعلى الرغم من نجاح المنتخب القطري في الفوز بلقب البطولة مرتين عامي 1992 و2004 التي استضافتها بلاده فإنه يحتاج لإحراز اللقب القادم أكثر من أي وقت مضى. وربما يكون السبب الرئيس في ذلك هو حالة انعدام الاتزان التي مر بها العنابي في الفترة الماضية وظهرت بوضوح في فشله في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والنتائج الهزيلة التي حققها في المباريات الودية التي خاضها على مدار الشهور القليلة الماضية. ويضاعف من رغبته في استعادة الانتصارات والسعي لإحراز لقب البطولة أنها تأتي قبل أيام قليلة من خوضه نهائيات كأس آسيا التي تستضيفها بلاده وبالتالي ستكون خليجي 20 أفضل استعداد واختبار للعنابي قبل كأس آسيا. ولم يعد أمام المنتخب القطري سوى المنافسة بقوة على اللقب الخليجي ليكون بمثابة مصالحة لجماهيره التي أطلقت العنان لأحلامها في الوصول إلى نهائيات كأس العالم في ظل الطفرة التي حققتها الرياضة القطرية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص في السنوات الماضية لكنها تلقت الصدمة بعدم التأهل. وعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي توليه قطر ببطولات الخليج، لم تكن نتائج المنتخب في المباريات الودية الأخيرة مرضية، حيث فشل على مدار أكثر من ثمانية أشهر في تحقيق أي فوز خلال المباريات الست الودية التي خاضها، وانتهى ثلاث منها بالتعادل 1/1 أمام كل من البوسنة والبحرين وعمان، كما خسر أمام سلوفينيا 1/4 والعراق 1/2، لكن الهزيمة القاسية جاءته في آخر اختباراته حيث خسر على ملعبه أمام هايتي صفر/1 . والحقيقة أن كرة القدم القطرية لجأت إلى توفير عدد من عناصر النجاح كان في مقدمتها دوري النجوم القوي الذي يضم لاعبين من جنسيات عدة أثروا البطولة بشكل كبير، ولجأت لفكرة التجنيس، حيث يضم المنتخب أكثر من لاعب مجنس مثل سيباستيان سوريا وفابيو سيزار. وسيكون اللاعبون المجنسون مع زملائهم من نجوم الدوري القطري إضافة إلى حسين ياسر المحمدي نجم الزمالك المصري الذي كان محترفاً في أوروبا لعدة سنوات دعماً قويا لطموحات قطر في الفوز باللقب الخليجي الثالث، يدعمها وجود المدرب الفرنسي برونو ميتسو على رأس القيادة الفنية للمنتخب بما له من خبرة كبيرة في التعامل مع البطولات الكبيرة. وسبق لميتسو أن قاد المنتخب السنغالي للتأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ وذلك في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، كما قاد المنتخب الإماراتي للفوز بلقب "خليجي 18" قبل أن يتركه في سبتمبر 2008 لينتقل إلى تدريب العنابي بحثاً عن ألقاب جديدة. وستكون خليجي 20 هي الاختبار الجديد لميتسو بعد أن فشل في بدايته مع المنتخب بتصفيات كأس العالم وفي كأس الخليج الماضية نظراً لتوليه المسؤولية في وقت ضيق وعصيب ليصل إلى المربع الذهبي فقط.