حققت السلطة المحلية في العاصمة المؤقتة عدن، ممثلة بالإدارة العامة لأمن العاصمة، نجاحات كبيرة في محاربة الإرهاب والحد منه طيلة العام الماضي، بعد أن كانت مسرحا للعمليات الإرهابية عقب تحريرها من قبضة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، أواسط عام 2015. وأوضح محافظ عدن اللواء عيدروس الزُبيدي، في تصريح إلى «الوطن»، أن الملف الأمني شهد تطورا ملحوظا العام الماضي، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب، الذي يعد أكبر الأخطار الأمنية المهددة للعاصمة، مؤكدا أن النجاح ما كان ليتم لولا جهود السلطة المحلية ودعم التحالف العربي، اللذين أعادا للمدينة أمنها للقيام بدورها كعاصمة للبلاد. وأكد الزبيدي أن عدن عانت من الإرهاب الهمجي طيلة عامين، الأمر الذي يستدعي استمرارية جهود محاربته والقضاء عليه، مشددا على ضرورة القضاء على الخلايا النائمة التابعة للمخلوع صالح والحوثيين داخل المدن المحررة. عمليات نوعية قال المتحدث باسم إدارة أمن المحافظة، عبدالرحمن النقيب في تصريح إلى «الوطن»، إن وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن، أحبطت خلال العام الماضي 24 عملية إرهابية قبل تنفيذها بواسطة سيارات مفخخة وانتحارين، بعد أن كانت مجهزة بالأحزمة الناسفة لاستهداف منشآت حيوية وقيادات سياسية وعسكرية وتجمعات سكانية، إلى جانب إبطالها مئات القنابل الموقوتة والمتفجرات والألغام في أحياء وشوارع العاصمة المختلفة. وأضاف النقيب، أن الوحدة تمكنت من إبطال وتفكيك 235 عبوة ناسفة وأكثر من 301 لغم متنوع الأحجام، و 189 قطعة سي 4، و 350 جهاز تحكم عن بعد متخصص بتفجير العبوات الناسفة، بالإضافة إلى ضبط عدة خرائط ووثائق خاصة، وتحتوي على تعليمات وإرشادات عن استخدام المتفجرات وتبيين المواقع والأشخاص المستهدفين، وكيفية تصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة وتجهيز السيارات المفخخة، فضلا عن أسلحة دوشكا وصواريخ كاتيوشا جهزت بمنصات خاصة ونصبت بإحدى المزارع شمال عدن، لإطلاقها على معسكر التحالف العربي ومطار عدن الدولي. ملاحقة الخلايا أبان النقيب، أن الميليشيات تمرست على استخدام كافة أساليب الترهيب المتعددة لتنفيذ مخططاتها، حيث تنوعت تلك الأساليب بين الاستهداف المباشر، وتفخيخ السيارات وزراعة الألغام في الطرقات ومقالب النفايات وداخل العلب الفارغة وألعاب الأطفال وقوالب المجوهرات وغيرها، فيما قادت التحقيقات مع الإرهابين إلى اكتشاف طرق تمويه مختلفة لإخفاء الأسلحة عبر زرعها داخل المقابر وغرف النوم الخاصة بأطفال الإرهابين وغيرها. بدوره، أشار قائد وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن، العقيد يسران ابو حمزة، إلى أن هذه الإنجازات التي حققتها الوحدة في عدن بوقت قياسي، كانت نتيجة جهود كبيرة قدمتها إدارة أمن عدن، وبفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها أفراد وحدة مكافحة الإرهاب وما تعرضوا له من اغتيالات ومخاطر جسيمة، حتى تكون العاصمة المؤقتة جاهزة لاستقبال مؤسسات الدولة والسفارات ومكاتب العمل المحلية والدولية.