يجد سكان المناطق المرتفعة في عسير في أماكن الدفء المنخفضة والساحلية التي تقع في نفس المنطقة حلا لمعاناتهم السنوية مع ارتفاع برودة الأجواء في مثل هذه الأيام من العام، إذ تعتبر إجازة العيد على الرغم من قصرها فرصة للبحث عن الدفء، والهرب من برودة الأجواء التي تتسم بها الأماكن المرتفعة كأبها وخميس مشيط وغيرها. يقول سعد عسيري وهو رب أسرة أنه ينوي قضاء كامل إجازة العيد وأسرته في محافظة محايل لاتسامها بالدفء والمهرجانات الجاذبة لسكان المرتفعات في هذا الوقت من كل عام، مبينا أن المدارس والعمل يجبران أهالي المناطق الباردة على البقاء فيها وقت الشتاء، ولذلك فهم يستغلون فترات الإجازات ولو كانت إجازات نهاية الأسبوع الخميس والجمعة في قضائها بمكان دافئ كسواحل عسير البحرية. وقال صالح غازي وهو من أهالي السودة إن "البرد خلال هذه الأيام مضاعف في السودة، وهذا يحصل كلما كان المكان مرتفعا عن سطح البحر، فمثل السودة تعتبر أعلى نقطة ارتفاع في مدينة أبها، ونحن سكانها نعاني من شدة برودتها خلال الشتاء، ولذلك فإن البعض يضطر لأخذ إجازة أوقات دوامه لقضائها في مكان دافئ، ومثل إجازة العيد فرصة سانحة لقضائها في محايل أو الدرب أو الشقيق والساحل البحري لعسير هربا من البرد". ويرى عامر الشهراني وهو من أهالي خميس مشيط أنه لا يغادر مدينته في العيد حفاظا على أطفاله الصغار من الإصابة بنوبات البرد والأنفلونزا التي تصاحب الأجواء الباردة كل عام ، مشيرا إلى أن الإجازة فرصة للتمتع بأجواء الدفء والبحر في المناطق الساحلية. ومن جانبه قال عضو اللجنة التجارية السياحية بمحافظة محايل حامد فلقي إن "الجو المعتدل الذي تتسم به المناطق الساحلية في عسير ومناطق تهامة، ومنها محايل عسير هي ما تدفع أعدادا كبيرة من سكان المرتفعات للتوجه نحوها خلال إجازة الربيع والشتاء، بالإضافة إلى أن تلك الأماكن أضحت تعيش نهضة عمرانية وتنموية كبيرة وبها كثافة سكانية كونها جاذبة سياحيا في الشتاء".