شهدت رياضة الفروسية خلال الأعوام الأخيرة إقبالا واسعا من قبل السعوديات، ما دفع بعض أصحاب الإسطبلات لفتح أقسام مخصصة للنساء لتدريبهن على ركوب الخيل، وذلك تحت إشراف مدربات، رغم وجود كثير من الاعتراضات الاجتماعية على ممارسة النساء هذا النوع من الرياضة. هدوء وتأمل عبرت المتدربة شهناز عثمان عن إدمانها لركوب الخيل، حيث بدأت ممارستها منذ أربع سنوات، مشيرة إلى أن هذه الرياضة تشعر الشخص بالراحة النفسية والهدوء والتأمُّل، كما أنها تخلق نوعا من التوافق ما بين الشخص والحصان الذي يركبه، بحيث يُصبح كأنه رفيق أو صديق له. وتوافقها الرأي المتدربة جيهان الشهراني التي أكدت أن الفروسية أكسبتها الشجاعة والصبر والثقة بالنفس، إضافة للقدرة على إدراك المواقف. وطالبت كل من شهناز والشهراني بضرورة الاهتمام برياضة ركوب الخيل للنساء، والعمل على تخصيص إسطبلات نسائية بحتة، وتمنتا خوض البطولات المحلية بدلا من الحصول عليها من الخارج. اعتراض أوضح أحد المدربين على ركوب الخيل ل«الوطن»- تحفظ على ذكر اسمه- أن رياضة الفروسية من أهم الرياضات للبنين والبنات إلا أن السيدات يعاندهن الحظ من قبل بعض الجهات المختصة ومنعهن منها، إضافة لاعتراض بعض أفراد المجتمع على ممارسة النساء لرياضة الفروسية. وقال: «بالرغم من هذه الاعتراضات إلا أن هناك إقبالا نسائيا متزايدا بنسبة متصاعدة على الاشتراك والتدريب، بالإضافة إلى الإقبال الملحوظ من قبل كثير من العائلات لتدريب أبنائهما وبناتها». وأرجع المدرب سبب الإقبال المتزايد من العنصر النسائي إلى الافتقاد للمرافق الرياضية النسائية بشكل مطور، إضافة إلى الوعي لدى النساء بأهمية رياضة الفروسية التي تعزز الطاقة الإيجابية وتساعد على التقوية البدنية. رياضة مناسبة يقول المدرب إن هذا النوع من الرياضة يبدو الأنسب للعنصر النسائي، مؤكدا أن هناك تقصيرا كبيرا من قبل الجهات المختصة في دعم رياضة الفروسية للنساء من حيث البطولات التي تقام لهن في مجال الفروسية، إذ تبدو محدودة وضئيلة جدا مقارنة بالرجال، كما أن أغلب الأماكن المتخصصة للتدريب الفروسية للنساء في المملكة تعتمد على المجهود الفردي، وتكون عادة تحت غطاء غير رسمي، إضافة إلى التعقيدات البيروقراطية في جلب العمالة أو الأعلاف والمياه، مطالبا بتوفير تسهيلات لتطوير هذه الإسطبلات. وبين المدرب أنه ليس هناك تصاريح تصدر للإسطبلات الخاصة بالخيول إلا في حال طلب الانضمام للاتحاد الدولي للفروسية، حيث يتم إصدار موافقة الانضمام تبعا للتجهيزات اللازم توافرها في الإسطبل من حيث المساحة والإضاءة، وغيرها من الشروط الواجب تطبيقها.