مقتل 120 شخصا إثر حادث تحطم طائرة ركاب في كوريا الجنوبية    شرطة الرياض تضبط شخصين عبثا بوسائل السلامة في محطة انتظار نقل عام    الأزهر يدين حرق الكيان الإرهابي لمستشفى كمال عدوان في قطاع غزة    المملكة تعزز الأمان النووي والإشعاعي    أسعار النفط ترتفع.. برنت فوق 74 دولاراً    الصين: اتجاه لخفض الرسوم الجمركية على مواد معاد تدويرها    الثقة الدولية في المملكة    محلات الرحلات البرية تلبي احتياجات عشاق الطبيعة    أحلام عام 2025    وزير الدفاع يلتقي قائد الجيش اللبناني    "روشن" تضع حجر الأساس لمجتمع "المنار" في مكة المكرمة    المسند: اخضرار الصحراء وجريان الأنهار ممكن    واتساب تختبر مزايا ذكاء اصطناعي جديدة    تغلب على المنتخب العراقي بثلاثية.. الأخضر يواجه نظيره العماني في نصف نهائي خليجي«26»    السعودية تحصد ثمار إصلاحاتها ورؤيتها الإستراتيجية    الجماهير السعودية تحتفل بتأهل الأخضر لنصف نهائي «خليجي 26»    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من بوتين    في المرحلة ال 19 من الدوري الإنجليزي.. ليفربول في اختبار وست هام.. وسيتي لإيقاف نزيف النقاط أمام ليستر    رئيسة الاتحاد السعودي للريشة مي الرشيد: أشكر وزير الرياضة وسنعمل بروح الفريق    خادم الحرمين يتلقى رسالة من الرئيس الروسي.. القيادة تعزي رئيس أذربيجان في ضحايا حادث الطائرة    «الهويات» تقلق سكان «زاهر مكة»    مبادرات تطوعية    ضبط أكثر من 23 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    «عزف بين التراث والمستقبل».. متحف طارق عبدالحكيم يحتفي بذكراه السنوية الأولى    "الرياض آرت" يُعلن مشاركة 30 فنانًا من 23 دولة في ملتقى طويق الدولي للنحت    من دفتر الأيام: مشوار في قصرغرناطة بأسبانيا    في إطار الجهود المبذولة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.. إطلاق فعالية «ليالي الفيلم الصيني»    يوم ثقافي لضيوف برنامج خادم الحرمين    تقدير دعم المملكة لقيم الاعتدال حول العالم    ضيوف "برنامج خادم الحرمين" يزورون مصنع الكسوة    طريقة عمل بسبوسة السينابون    أحد رفيدة وزحام العيادات.. مطالبات بمركز متخصص للأسنان    5 سمات شخصية تميز المتزوجين    طريقة عمل شيش طاووق مشوي بالفرن    5 آلاف خطوة يوميا تكافح الاكتئاب    ماسك يؤكد دعمه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف    قائد "الأخضر" سالم الدوسري يحصل على جائزة رجل مباراة السعودية والعراق    المنتج الإسباني غوميز: «الجمل عبر العصور» جدير بالحفاوة في أي بقعة من الأرض    شولتس: لا أنام إلا قليلاً رغم أني من محبي النوم لفترة طويلة    المنتدى السعودي للإعلام يطلق معسكرًا لتطوير الإعلام السعودي بالذكاء الاصطناعي    من الشهرة إلى الثروة: هل نحتاج إلى رقابة مالية على المؤثرين؟    القيادة تعزي رئيسة الهند    «الفنيلة والسروال» والذوق العام    المطار.. عودة الكدادة !    منصة X: الطريق إلى القمة أو للقاع    الحرب العالمية الثالثة.. !    اللغة العربية كنز خالد    الصقور تجذب السياح في الصياهد    «حمام الحرم» يستوقف المعتمرين    ضبط 6 إثيوبيين في عسير لتهريبهم (210) كيلوجرامات من نبات القات المخدر    "الإسلامية" تؤهل الأئمة والخطباء والدعاة في تايلند    سعود بن جلوي يتوج الفائزين في «تحدي غرس القيم»    911 نموذج مثالي لتعزيز الأمن والإنسانية    الأخضر السعودي يتغلّب على العراق بثلاثية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    أمير القصيم يرعى حفل جائزة الذكير لتكريم 203 طلاب متفوقين    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير نايف يقيم حفل الاستقبال السنوي لحج هذا العام
نشر في الوطن يوم 17 - 11 - 2010

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أقام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا في الديوان الملكي بقصر منى اليوم حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والسمو ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام .
ومن أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل ، الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان والرئيس شيخ شريف شيخ أحمد رئيس جمهورية الصومال والرئيس يحيى جامبي رئيس جمهورية جامبيا والرئيس علي بونجو رئيس جمهورية الجابون والرئيس محمد سلام محميدوف رئيس جمهورية داغستان ودولة السيد سليمان أنديني رئيس الوزراء بجمهورية السنغال ونائب رئيس الوزراء اليمني عبدالكريم الأرحبي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية و وزير الداخلية العراقي جواد البولاني ووزير خارجية ماليزيا داتو سري انيفة ودولة رئيس الوزراء لبنان السابق نجيب ميقاتي ودولة رئيس وزراء جمهورية مصر الأسبق الدكتور عبدالعزيز حجازي و السلطان إسماعيل بيترا سلطان ولاية كلنتان .
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية و صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام و صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي ،وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء .
كما حضره أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية .
وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من القران الكريم .
بعد ذلك ألقى وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي كلمة قال فيها ..الحمدلله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أصحاب الفضيلة أصحاب المعالي والسعادة ,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني ، يشرفني أن أمثل أمامكم وصحبكم، وضيوفكم الكرام .. في هذا اليوم الأغر الذي تقام فيه هذه الاحتفالية السنوية تكريماً لكبار الشخصيات وممثلي بعثات الحج الذين وفدوا من مختلف أقطار العالم .
وإنه لمما يضفى على هذه الاحتفالية المزيد من السمو والرفعة أنها تأتي عقب وقوف الحجيج على صعيد عرفات حيث انتظمت جموعهم في أطهر بقاع الأرض وأقدسها وقد غمرهم الفرح والسرور لشرف الزمان والمكان الذي تهوي إليه كل الأفئدة المؤمنة بعقيدة الإسلام .
وبطبيعة الحال ما كان لذلك الانتظام البديع أن يتحقق لولا أولاً توفيق من الباري تبارك وتعالى ثم بفضل ما قامت وتقوم به حكومة المملكة العربية السعودية من استعدادات على مدار العام لتمكين الحجاج والمعتمرين والزائرين من أداء النسك وفق مراد الله عز وجل ليطوفوا بالبيت العتيق الكعبة المشرفة وللسعي على هذه الأرض الطيبة التي مشت على أديمها قوافل الحجيج منذ عهد أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام .
وإن هذا الإرث التاريخي الموغل في القدم الذي تشرف به المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا .. هو في حقيقة الأمر في مركز اهتمام ولاة الأمر في هذا الوطن منذ عهد والدكم المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز ثم خلفاؤه من بعده رحمهم الله الذين نسجوا على منواله .
ومن المنطلق ذاته يمضي سيدي خادم الحرمين الشريفين بكل قوة واقتدار حيث تحشد الطاقات البشرية وتسخر الإمكانات المادية لإنجاح شؤون الحج والحجاج .. وجعلها في إطار إستراتيجية متجددة تنطوي على العديد من الخطط التشغيلية والتنفيذية .. كما يركز على تطويرها من سنة إلى أخرى وذلك في جميع الميادين : البنية التحتية , والأمنية , والإعمارية , وفي مجالات أخرى يعجز المرء على سردها وإحصائها .
سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني :
أستأذنكم لأنه كما لا يخفي على الجميع أن الملك المفدى من الرجال العظام المرموقين ..وهذا شأنه ياسيدي ..الذي يفضل العمل بجدية وصمت .. ورغبته دائما تحقيق الأهداف من أجل احتساب الثواب .. لكن لابد أن أذكر في هذا المجلس الموقر وبإيجاز شديد تطلعاته واهتماماته وشغله الشاغل ليس من أجل وطننا السعودي فحسب بل من أجل الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء .
وهنا أريد أيها الحضور الكرام أن أشير إلى الجهود المكثفة التي تم اعتمادها للقيام بجميع الأعمال والخدمات ذات الصلة بتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة والتفقه في أحكامها ..كذلك أود أن أتحدث إليكم عن دعم جهود الحوار بين أتباع الأديان وتشجيعها والمساهمة في توجهاتها الإنسانية .. كذلك عن عمل جبار آخر يخص تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها .. لأغراض التعريف بالإسلام وللتمكين للحوار بين الحضارات بحكم أن الترجمة على مر العصور أثبتت نجاحاتها لعبور المعرفة بين الحضارات وتلاقحها لمستقبل مزدهر لمصلحة الإنسانية بدون استثناء .
ولعل خير مؤثر على ذلك هو إنشاء مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية المعنية بتحقيق 13 هدفا معلنة كلها تصب في مصلحة الإنسان .. والحديث في ذلك يطول لما هو مستهدف .
أيها الحفل الكريم هذا غيض من فيض من الأهداف الخيرة النبيلة السامية التي يتعهدها بالدعم المطلق غير المحدود للمضي قدما على درب التعاون الإنساني الحقيقي البناء .
وبالنسبة للشأن الداخلي فهناك عمليات البناء والتطوير التي تعم الوطن من أقصاه إلى أقصاه وبخاصة في المشاعر المقدسة حيث يتم تباعا رصف المزيد من الطرق السريعة المزدوجة المسارات والجسور والأنفاق ودرء مخاطر الأمطار والسيول واستكمال جسر الجمرات وتوسعة الصفا والمروة ضعف ما كان عليه , إضافة إلى المشروع العملاق لتوسعة المسجد الحرام من الناحية الشمالية .. الذي حشد له الآلاف لإنجاز أكبر توسعة في تاريخه , وكذلك المسجد النبوي الشريف, ومشروع قطار المشاعر المقدسة الذي أسهم بثلث طاقته هذا العام على أن يستكمل خلال العامين المقبلين بمعدل 100 ألف حاج في الساعة إضافة إلى التوسع في إنشاء الجامعات والمدن الصناعية والمالية والاقتصادية , والمعرفية وتقنية المعلومات .
صاحب السمو الملكي النائب الثاني,أيها الحفل الكريم:
إن الوقت لا يسمح لي بتحديد وسرد واستعراض كل ما يقدمه وينجزه خادم الحرمين الشريفين في الداخل والخارج , ولا ينكر أحد مساهمته الفعالة في حقن الدماء بين الأشقاء وربط وشائج الأخوة والمحبة بين الفرقاء .. والمساهمة في إقرار الأمن والسلام في العالم .. محط كل التقدير والاحترام .
ومسك الختام فقد حملّتني الوفود التي التقيت إبلاغ المليك تمنياتهم الخالصة بتمام الشفاء لمقامه السامي الكريم .. وكذلك دعاءهم جميعا بالعود الحميد لسيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز .
وكذلك إشادتهم لنجاح خطة الحج لهذا العام الذي يعود الفضل بعد توفيق الله سبحانه وتعالي إلى توجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. ولما يطلع به الأمير نايف بن عبدالعزيز من توجيه وإشراف ومتابعة .. فدعاء من الأعماق بالقبول وبمزيد من النجاح والتوفيق وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
إثر ذلك ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الكلمة التالية :
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد المصطفى الأمين ، وعلى آله وأزواجه الطيبين الطاهرين ، وصحبه الغر الميامين ، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين .
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ، أيها الحفل الكريم ،
سلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته ، يسعدني أن أهنئ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسموكم الكريم وأهنئ هذا الحفل بهذه المناسبة الإسلامية الإيمانية البهيجة ، مناسبة حج الناس لبيت الله الحرام ، قادمين من كل فج عميق ، وقد سمى الله تبارك وتعالى يوم تمام مناسكه يوم الحج الأكبر ، وجعله عيدا لعامة المسلمين وسن فيه الأضحية ، ليشركوا إخوانهم الحجاج في فضله.
ويسر رابطة العالم الإسلامي وضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين استقبلتهم الرابطة ورتبت حجهم ، أن تشكر له ولكم وللحكومة الرشيدة ، الجهود الكبيرة المبذولة في الإعداد للحج والتطوير المستمر للخدمات وخطط الأمن والمشاريع العمرانية في توسعة الحرمين وفي المشاعر تيسيرا على الحجاج وحرصا على توفير الأجواء الملائمة لأداء المناسك سائلين الله تعالى أن يجزل المثوبة ويهيأ من الأمر ما يعين على خدمة الإسلام والمسلمين .
إن الحج خامس أركان الإسلام إذا أداه المسلم استبشر برجائه في أن يكون الله تعالى قد أتم له دينه ورده إلى أهله مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه .
والناظر في هذا الركن العظيم وما يحيط به من أجواء وملابسات يدرك أن الحج يشتمل على مقاصد عديدة ، يحسن بمن له مسؤولية ترتبط بالحج ، أن يستكشفها ويهتم بها ، وخاصة أن مشاعر المسلمين من شتى أقطار العالم ترتبط بهذا الموسم فهم يتابعون وقائعه ومجرياته .
لقد جعل الله تعالى لهذه العبادة موسما تؤدى فيه ، ميقاتا معلوما من الزمان والمكان يجتمع الناس فيه ، لتحصل من اجتماعهم فوائد كثيرة ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) وخطب النبي صلى الله عليه وسلم في جمع الحجيج بصعيد عرفة ، وفي منى يوم النحر ، فتناول في خطبته موضوعات لها صلة بعموم الأمة كتأكيد حرمات المسلمين وتحذيرهم من التفرق وإبطال مآثر الجاهلية ، والوصية بالنساء ، والاعتصام بكتاب الله والاهتمام بتبليغ الرسالة .
واغتنم عليه الصلاة والسلام مناسبة بيان صفة الحصى التي ترمى بها الجمرات ، ليقول للناس :يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلك الغلو في الدين .
فالحج فرصة ثمينة بين يدي من يحضره من الشخصيات الكبيرة وقيادات الأمة وذوي الشأن فيها ، للتعارف والتناصح وتدارس شؤون الأمة ، والبحث في سبل النهوض بها وخدمة قضاياها ، والدفاع عن حرماتها ومقدساتها وإصلاح ذات بينها .
ورابطة العالم الإسلامي أسست في هذا الموسم المبارك حيث انبثقت عن المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد في الرابع عشر من ذي الحجة من عام 1381ه / 1962م وحضره كوكبة من رجال العلم والدعوة وقادة الأمة .
أيها الحفل الكريم :
إن أي محاولة للإصلاح في الأمة الإسلامية لا تنجح إلا إذا انطلقت من الإسلام ، فإن صلاح الأمة وعزها وسعادتها في تمسكها بإسلامها ودفاعها عنه هذه حقيقة ثابتة أكدتها التجارب التي مرت بها الأمة في مختلف عصورها .
ومن المؤكد أن الحوار قيمة من القيم المختزنة في تراث الأمة ، وأنها في هذا العصر أحوج ما تكون إلى تحويل هذه القيمة إلى سلوك عملي يمارس بأطر وأساليب متعددة في مختلف المجالات ، لبناء جسور التواصل بين مختلف القيادات والشخصيات والفئات تقلل أسباب النزاع وتعزز وشائج التعاون على حل المشكلات العويصة .
إن الرابطة إذ تسلك الحوار البناء المنضبط بالآداب والأخلاق التي هدى إليها ديننا الحنيف ، وتنطلق من مبادرة خادم الحرمين الشريفين الكبيرة في الاهتمام بهذا الموضوع ، فإنها تؤكد على أن الأمة الإسلامية ، وإن انتشرت فيها التيارات الفكرية والتوجهات السياسية ، فإنها تبقى في أساسها كيانا متحد الهوية ، تترابط أجزاؤه بأواصر من الأصول الجامعة ، فكتابها واحد ونبيها واحد وقبلتها واحدة .
والهيئات والمنظمات الإسلامية يمكن أن تفعل الكثير في هذا المجال ، إذ ما وجدت من الدعم ما يشجعها على العمل والاتصال ، فمن واجباتها أن تعمل على تمتين الثقة بين الشعوب وحكوماتها ، ونشر ثقافة الحوار والوئام ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، وحماية ثقافة الأمة من التصدع والانحراف.
صاحب السمو الملكي :
لقد عقدت الرابطة بعد مضي نصف قرن على نشأتها ، مؤتمرا حافلا ، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ، واستمع المشاركون فيه والمتابعون له إلى الكلمة القيمة التي ألقيتموها نيابة عنه .
وإن الرابطة لتعرب عن شكرها وتقديرها الكبيرين ، لما لخادم الحرمين الشريفين وأسلافه من ملوك المملكة ولحكومتها الرشيدة ، من الفضل على هذه المنظمة الشعبية الإسلامية العالمية ، والدعم المتواصل لها ، حتى استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات في داخل العالم الإسلامي وبين الأقليات والجاليات المسلمة في خارجه . وأن تكون ملتقى للشخصيات الإسلامية البارزة في خدمة الإسلام وقضايا الأمة .
والرابطة ماضية بإذن الله في المهمة التي نشأت لخدمتها ، وتعمل على التواصل والعمل المشترك بين الغيورين والمخلصين من أبناء هذه الأمة وعلى دعم الجهود الرسمية والشعبية ، من أجل تعزيز الجهود الإسلامية ، والتعامل مع قضايا الأمة في إطار من التنسيق والتفاهم .
وتركز الرابطة على ما يجمع الأمة ويجنبها الخلاف والنزاع ، امتثالا لما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع إذ قال : (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) .
وتدرك الرابطة أن عليها مسؤولية في نشر الفهم الصحيح للإسلام والتصدي لما أصاب صورته الناصعة من التشويه ، سواء من بعض أبنائه الذين تحرفت عندهم بعض المفاهيم ، فجرتهم إلى ممارسات حسبت على الإسلام والأمة بأكملها ، أو من غير المسلمين الذين أضلتهم المصادر المعادية التي لم يتعرفوا عليه إلا من خلالها ، فاعتقدوا أنه دين العنف والمعاداة للتعايش والتعاون الإنساني .
وترى الرابطة أن التقصير في حماية الإسلام وقيمه ومفاهيمه ، من الانتهاك والتجاسر أو من الفهم الخاطئ ، وعدم التضامن في معالجة ما يحدث من ذلك ، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التطرف والغلو ، وشواهد التاريخ الإسلامي الطويل خير دليل على ذلك .
وفي الختام : أجدد التهنئة لخادم الحرمين الشريفين والشكر على هذه الاستضافة الكريمة لشخصيات متميزة من الأمة الإسلامية ، ولسموكم على إتاحة الفرصة لشخصيات من ضيوف الرابطة للقاء بكم ، وعلى عناية الحكومة الرشيدة بخدمة الحجاج وتطوير المشاعر ، والدعم المتواصل للرابطة ، مؤكدا أن في الأمة المسلمة خيرا كثيرا كامنا ، يمكن استثماره بالحوار والتناصح ، والإخلاص في خدمة قضاياها ، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عقب ذلك ألقيت كلمة رؤساء بعثات الحج ألقاها عنهم وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية رئيس بعثة الحج الفلسطينية الشيخ محمود صدقي الهباش قال فيها " الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والحمد لله رب العالمين القائل (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين".
أكد أن الشرف هو الوقوف في هذا المكان وفي هذه اليوم المبارك وفي هذا الشهر المبارك وفي هذا البلد المبارك بعد أن من الله على الحجاج بأداء مناسك الحج فى ظل الرعاية الكريمة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية التي وفرت لحجاج بيت الله الحرام أفضل الظروف وأكمل الخدمات لكي ينصرفوا إلى عبادة رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
وأضاف " لقد قدمنا إليكم من كل فج عميق نحمل في أعناقنا أعمالنا وفى قلوبنا شوقا لمغفرة العزيز الحكيم جئناكم وقد تركنا أموالنا وأهلينا بغية التماس الرحمات المنزلة على هذا البيت الطاهر والمكان الطاهر في هذا الأوان المبارك هذا البيت العتيق الذي بارك الله فيه بما أودعه من شعائر مقدسة ملهة لهداية الإنسان وباركه بما أستودع من الأمانة في أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه , فمن أعماق قلوب الحجيج في كل موطن مقدس نقول بارك الله في خادم الحرمين الشريفين وأعلى مقامه بما أولاه من الرعاية والحماية لهذا البيت المبارك وزواره وعماره وحجاجه من الطائفين والعاكفين والركع السجود.
وأستطرد قائلا " لقد رأينا بأم أعيننا ورأى معنا الملايين من الزوار والعمار والحجاج كيف أن أمة بأسرها وشعبا بأكمله قد أوقفوا مقدراتهم في سبيل توفير كل متطلبات الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام إرضاء لله وخدمة للدين فإذا كل المؤسسات والمراكز والهيئات والأفراد مسخرة لخدمة هذا الموسم المبارك الذي هو عنوان التوحيد والوحدة في هذه الأمة الخيرة التوحيد لله والوحدة بين المؤمنين" .
وتابع قائلا " إن حجاج بيت الله الحرام ليجدون في رحاب هذه البلاد الطاهرة كل ما من شأنه أن يجعل من أداء مناسك الحج عبادة ميسرة تعكس قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم " إن هذا الدين يسر " فمشاريع التوسعة المستمرة للحرمين الشريفين ومخيمات الحجاج في المشاعر المقدسة وجسر الجمرات الذي رفع الحرج والمشقة عن الحجاج وأمن لهم عبادة آمنة مطمئنة بلا خوف من التدافع والتزاحم وقطار المشاعر المقدسة الذي بدأ عمله الميمون المبارك في هذا العام لذلك يعكس مستوى الرعاية والمتابعة والاهتمام من خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وشعبه الميمون.
وعبر عن الشكر لوزير الحج والعاملين في وزارة الحج في حكومة المملكة على أداء أمانة الركن الخامس من أركان هذا الدين فأقامت البنيان وأحسنت الاستقبال وتكلفت في سبيل ذلك من الجهد والعرق ما يستحق أن يلهج إلى الله أن يديم على خادم الحرمين الشريفين وهذا البلد الأمين وعلى الشعب السعودى الشقيق نعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام وان يجنب المملكة دعوات الفتنة التي تفرق الصف وتبدد القوة وتهرق الدم وتقطع الأواصر .
وقال : إن من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، فإن أحدا لا يمكن أن ينسى فضائل خادم الحرمين الشريفين على كل بلاد وشعوب الأمة فأياديه البيضاء لا تخفى في كل البلاد تعطي وتمنح الفقير والمعدم والمحروم ونحن الشعب الفلسطينى في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس لا يمكن أن ننسى ما أفاضته علينا أياديه من مكارم في كل المجالات والأصعدة ولعل اقر بها في هذا الموسم الإيماني المبارك مكرمته " رعاه الله بمنح ألفي حاج وحاجة من عوائل الشهداء والأسرى المحررين من سجون الاحتلال شرف الحج لهذا العام " مؤكدا أن هذه المكرمة جاءت لتساهم في اعتدال ميزان العدل والتقوى وإنصافا لمن قدموا التضحيات الجسام من أجل المقدسات وفلسطين الغالية .
وأضاف " من هنا ومن هذا المقام الطاهر لا يسعنا ومن ورائنا قلوب ومهج شعب فلسطين لا يسعنا إلا أن نقدم واجب الشكر والاعتزاز والتقدير لكم وما لنا ألا نقدم واجب الشكر لملك حفظ أمانة الدين ورعى مصالح المسلمين بما أعطاه الله واستحفظه من أمانة العقل والدين" .
وأبرز وزير الأوقاف الفلسطيني الأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين مؤكدا إن الأمة الإسلامية بكل حكوماتها وشعوبها بل جميع حكومات وشعوب العالم لتشهد بأياديه البيضاء ومواقفه الجليلة فهو الذي يبادر بلم الشمل وجمع الفرقاء ونفي الاختلاف لتنطفي نيران الصراع ، وبرد السلام يحل محل الخصام سيرا على هدى النبي الطاهرة خطاه وإكمالا لمسيرة آبائه وأجداده الذين رعوا العهد ونشروا المودة بين الناس وحققوا بالعمل قبل القول أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم :"أفشوا السلام بينكم".
واستطرد قائلا : إذا كان الناس في أقطار هذه الأمة وشعوبها قد نالوا قسطا وافرا من رعاية خادم الحرمين الشريفين فقد نلنا نحن في فلسطين أقساطا ، فلم تترك المملكة طريقا لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة إلا سلكته حتى أن مبادرة السلام العربية التي تحولت إلى موقف دولي جامع هي في أصلها مبادرة شخصية من خادم الحرمين الشريفين لم يجد العالم بأسره بدا من أن يتبناها لما فيها من العدل والمنطق والواقعية السياسية الملتزمة بضوابط الشرعية الدولية كما لا يخفى على أحد ما بذلته وتبذله المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين لتحقيق المصالحة الداخلية في فلسطين من أجل تقوية الموقف الفلسطيني في مواجه الاحتلال وتوفير أقصى عوامل القوة الداخلية للشعب الفلسطينى.
واختتم كلمة الضيوف بقوله : لا تتوقف مكرمات هذه البلاد عند البلاد العربية والإسلامية بل لقد تجاوزتها إلى كل بلاد وشعوب الدنيا حتى أصبح موقع خادم الحرمين الشريفين موقعا مميزا ، فتم اختياره أهم شخصية في العالم الإسلامي وأحد أهم 3 شخصيات على مستوى العالم ، مما يعني أن أمة الإسلام في تقدم مستمر بإذن الله وقد عادت لتدخل التاريخ من باب يليق بها وعلى يد خادم الحرمين الشريفين الذي يرعي العلم والعلماء وينشر السلام ويبني الثقة ويعلي بناء المبادئ والقيم .
وخص القدس بالحديث قائلا : إن كان لنا من كلمة نضيفها فهي في هذا الموقف العظيم فهي التذكير بما تركناه خلفنا من وطن محروب وحرمات ومقدسات مستباحة ، فالقدس تبقى هي الهم الأكبر لكل مسلم فى هذا الزمن فقد تركناها وبالكاد لازالت تحتفظ بعروبتها بعدما أوغل الاحتلال فيها هدما لكل ما هو عربي وإسلامي فأقام على ركام كل مسجد كنيسا وعلى أنقاض كل بيت عربى بيتا يهوديا وهو مايوجب استنفار طاقات الأمة بأسرها لتحرير القدس وحمايتها وتعزيز صمود أهلها في مواجة غطرسة وإرهاب الاحتلال الإسرائيلي حتى نراها وقد عادت الى شقيقتيها مكة المكرمة والمدينة المنورة ليكمل عقد المساجد ال3 التي لا تشد الرحال إلا إليها.
ودعا الله تعالى أن يبارك في قيادة المملكة العربية السعودية الحكيمة وشعبها وأن يمتع هذه البلاد بنعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام ويجلها مفتاحا لكل خير .
إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز الكلمة التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أصحاب الفخامة أصحاب السمو أصحاب المعالي أيها السادة الكرام :
يشرفني نيابة عن سيدي خام الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن أقدم لكم التهنئة بعيد الأضحى المبارك وبما فضلّه الله عليكم به من حج بيت الله وإكمال ، حجكم راجيا من الله لكم القبول إن شاء الله ، كما انقل لكم تمنيات سيدي ولى العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز لفخامتكم ولكم جميعاً تهنئته بعيد الأضحى المبارك وتهنئته لكم بهذه الفريضة ، الفريضة الخامسة المفروضة على كل مسلم .
إن حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وبتوجيهاته الكريمة تسخر كل الإمكانيات من أجل خدمة حجاج بيت الله ، ونريد استقرارهم وسلامتهم وأمنهم لينصرفوا إلى هذه العبادة والى هذه الفريضة بكل هدوء واستقرار وراحة وهذا ما تحقق ولله الحمد ونرجو من الله أن يكمل للجميع حجهم ويعودوا غانمين سالمين إلى أوطانهم بكل يسر وسهوله ونحمد الله على ذلك.
بعد ذلك , قال سموه :الآن يشرفني أن القي كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين لكم جميعاً :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
أيها الإخوة الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يسرني أن أرحب بكم أكرم التحية ، تحية الإسلام الذي جمعنا قادة وشعوباً سعت إلى هذا المكان الطاهر تلبية لنداء الرحمن فجاءوا من كل فج عميق .
إن أمتنا في عصرنا هذا تمر بأحلك الظروف التي تحيط بها وأخشى ما أخشاه أن تمر مرور الكرام عاجزة أمام تلك الظروف ومتغيرات العصر التي أرجوا ألا تكون قد تجاوزتها كثيراً.
إن وقفة إسلامية شجاعة لهذه الأمة إنما تستحقه ، ما تستحقه تاريخا وحاضرا ومستقبلاً، ولأن غفت طويلاً فأنها لا بد في يوم من الأيام وبرحمة الله جل جلاله ثم بالعمل الخلاق قادرة على صحوة لا تساؤم بعدها .
أيها الإخوة الكرام :
لعلي لا أتجاوز الحاضر إلى الغائب حين أقول إن أمة أكرمها الله وجعلها خير أمة أخرجت للناس ليس هذا واقعها الذي تستحقه سياسياً أو اقتصاديا أو اجتماعيا . فدروس الماضي علّمت الأمم كيف يكون المستقبل زاهراً حين يتسابق كل فكر خلاّق مع أكرم الرؤى الحضارية والإنسانية وفق إرادة صلبة عمادها التوكل على الحق جل جلاله .
أحييكم مرة أخرى وأقدر تواجدكم مرحباً بهذا اللقاء الكريم ومتمنياًً أن نلتقي دائماً وحال أمتنا قد تجاوزت واقعنا الآن .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
بعد ذلك صافح سمو النائب الثاني أصحاب الفخامة والسمو والدولة ورؤساء بعثات الحج الذين حضروا الحفل .
إثر ذلك تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.